إسرائيل تفضّل إعادة انتخاب الرئيس أحمدي نجاد، لولاية ثانية، وتخشى فوز منافسيه. ترى أنهم لا يختلفون عنه، لكنهم يتحدثون بطريقة ألطف، ما قد يؤثر سلباً على المساعي المبذولة لإيقاف المشروع النووي الإيراني
يحيى دبوق
قال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، أمس، إن «الرأي السائد عندنا هو تفضيل إعادة انتخاب (الرئيس الإيراني) أحمدي نجاد، فهو المرشح المفضّل لجهة المصلحة الإسرائيلية،» ذلك أنه «يقول ما في قلبه، ويختلف عن الآخرين بأنهم أكثر لطفاً منه، لكنهم يفكرون بالضبط كما يفكر هو»، مشيراً إلى أن «كل المحافل والهيئات الإسرائيلية المنشغلة بالموضوع الإيراني، تشترك في هذه الرؤية».
ونقلت صحيفة «معاريف» أمس عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن «المنافس الأكبر لأحمدي نجاد، مير حسين موسوي، لا يحوز قيمة إضافية لجهة الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، وخصوصاً أن دور الرئيس الإيراني، في المشروع النووي نفسه، لا يساوي شيئاً، ولهذا السبب ومن ناحية استخبارية أو أمنية إسرائيلية، ليس مهماً لدى الدولة العبرية من ينتصر» في هذه الانتخابات، مضيفة أن «التقديرات في إسرائيل ترى أن أحمدي نجاد يعبر عن مواقف القيادة الإيرانية بشفافية بالغة الدقة، ولهذا السبب فإنه يسهل على المجتمع الدول فهم هذه القيادة».
بدوره، قال مصدر أمني إسرائيلي، لمراسل صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس، إنه «من غير المرجح أن يتأثر السباق الإيراني نحو امتلاك طهران لقدرات نووية، بنتيجة الانتخابات الإيرانية»، مضيفاً أن «أجهزة الطرد المركزي الموجودة في مخبأ تحت الأرض في منشأة نتانز النووية، ستواصل تخصيب اليورانيوم، بعيداً عن هوية الرئيس الإيراني المقبل».
وأشارت مصادر أمنية إسرائيلية للصحيفة إلى أن «القلق الإسرائيلي يتركّز حول تأثير نجاح موسوي على الحوار الأميركي الإيراني، وإمكان أن يتاح المجال أمام الإيرانيين للوصول إلى النموذج النووي الياباني، أي السماح لطهران بتشغيل مفاعلات نووية سلمية، لكن في الوقت نفسه تكون قادرة على إنتاج القنبلة النووية خلال أشهر، إن أرادت ذلك». بدورها، نقلت صحيفة «معاريف»، أمس، عن مصدر في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله «في ظروف هذه القضية، فإنه (نجاد) أفضل ما حصل لنا».
من جهته، رأى محرر الشؤون العربية في صحيفة «هآرتس»، تسفي بارئيل، أن «الفوارق بين المرشحين، في المواضيع الجوهرية التي تهمّ الغرب وإسرائيل، ليست كبيرة، أو أنها غير موجودة أساساً»، مشيراً إلى أن «كل المرشحين يعربون عن استعدادهم لإجراء الحوار مع واشنطن، لكن في كل الأحوال، فإن هذا الحوار لن يجرّ إلى حوار مع إسرائيل، التي تبقى بنظر كل المرشحين دولة خطيرة ومسؤولة عن الصراع في الشرق الأوسط».
أما في ما يتعلق بالملف النووي، فشدد الكاتب على وجود «إجماع شامل في إيران حوله»، ورأى أن اعتراف الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في الكلمة التي ألقاها أخيراً في القاهرة، بحقّ إيران في امتلاك تكنولوجيا نووية مدنية، «أعطى دفعاً لأحمدي نجاد، الذي ينظر إليه على أنه نجح في ثني التصلب الأميركي».
ورغم ذلك، رأى الكاتب أن من شأن وصول رئيس إصلاحي إلى السلطة في طهران أن يزيل الطابع المتطرف لإيران ويضع حداً «لظهورها كتجسيد لمحور الشر»، كذلك فإن من شأنه أن «يتيح لأوباما تبرير تعميق الحوار والمضيّ في التعاون في ملفّي أفغانستان وباكستان. وذلك برغم أن أوباما لم يستبعد التعاون مع أحمدي نجاد، وهو قد بدأ بمسار المصالحة مع إيران قبل الانتخابات من دون أن ينتظر نتائجها». بدوره، توقف محلل الشؤون الاستخبارية في الصحيفة نفسها، يوسي ملمان، عند فكرة انعدام الفرق بين المرشحين في ما يتصل بالملف النووي على وجه الخصوص. ولفت في سياق استدلاله إلى أن قرار بناء برنامج نووي سري في إيران اتخذ في عهد رئاسة المرشح الإصلاحي، مير حسين موسوي، لرئاسة الوزراء عام 1987.