شهد الاتحاد الأوروبي، أمس، يوماً ماراتونياً، أنهى خلاله الأوروبيون انتخابات أعضاء البرلمان الذي يمثّل 27 دولة، فيما توقعت استطلاعات الرأي تقدّم الأحزاب اليمينية. ومنذ الأربعاء الماضي، دُعي نحو 388 مليون مواطن أوروبي لانتخاب 736 عضواً في البرلمان ومقرّه ستراسبورغ، فيما أُجري التصويت في 19 دولة في اليوم الرابع والأخير، أمس.وفي إيطاليا، بدأ الاقتراع أول من أمس، حيث سجلت المشاركة انخفاضاً في اليوم الأول قياساً إلى عام 2004. ويبدو أن رئيس الوزراء سيلفيو برلوسكوني، هو الزعيم الوحيد الذي يترشّح على رأس لائحة حزبه والانتخابات بالنسبة إليه بمثابة اختبار على خلفية تورطه في فضائح عديدة.
وفي هولندا، برز التوجه منذ الخميس مع اختراق الحزب اليميني المتطرف المعادي للإسلام بزعامة غيرت فيلدرز، وحصل على 17 في المئة من الأصوات ليصبح التشكيل السياسي الثاني في البلاد.
أمّا في بريطانيا، حيث أقر رئيس الوزراء العمالي غوردن براون بهزيمة حزبه الغارق في فضيحة نفقات أعضاء البرلمان، تشير التوقعات إلى إمكان دخول الحزب الوطني البريطاني اليميني المتطرف إلى البرلمان الأوروبي. ويتصدّر حزب المحافظين استطلاعات الرأي قبل انتخابات برلمانية من المقرر أن تُجرى في العام المقبل، بينما يرغب هذا الحزب في إجراء استفتاء في بريطانيا على معاهدة لشبونة التي ستعمل على تبسيط عملية صنع القرار في الاتحاد الأوروبي.
وفي النمسا، يتوقع أن يكون الفائز الحقيقي في الانتخابات الحزب الشعبوي المناهض للمنظومة الأوروبية واليميني المتطرف، بزعامة هانز كريستيان ستراش.
وسيختبر التصويت في ألمانيا الأجواء قبل انتخابات اتحادية في أيلول.
وفي لاتفيا، أُجريت انتخابات بلدية إلى جانب انتخابات البرلمان الأوروبي، بينما يُعَدُّ التصويت اختباراً للأحزاب الخمسة في الائتلاف الحاكم خلال أزمة مالية.
وفي العموم، تتوقع استطلاعات الرأي فوز الأحزاب اليمينية أمثال حزب برلوسكوني في إيطاليا أو حزب الرئيس نيكولا ساركوزي في فرنسا، فيما تترأس هذه الأحزاب حالياً نحو عشرين حكومة في دول الاتحاد الأوروبي.
وقال توماس كلو من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: «لا يبدو أن هذه الانتخابات ستمثّل انتصاراً أو لحظة عظيمة للديموقراطية الأوروبية. الحكومات الوطنية أرست مفهوم أن أوروبا عقيمة إلى حد كبير بعدم قدرتها على توصيل رسالة قوية كافية ومهمة وموحدة في غضون أكبر أزمة اقتصادية منذ الثلاثينيات».
(أ ف ب، رويترز)


اقترع الناخبون
في لوكسمبورغ أمس في الانتخابات التشريعية، فيما يُنتظر أن يُمَدَّد للحزب المسيحي الاجتماعي بزعامة جان ـــ كلود يونكر (الصورة). وتشير التوقعات إلى تغيير في المشهد السياسي، الذي هيمن عليه الحزب المسيحي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بلا انقطاع تقريباً.
أمّا الاشتراكيون بزعامة وزير الخارجية جان اسيلبورن، فيتوقع أن يحتفظوا بموقعهم في كونهم ثاني قوة سياسية في البلاد
(أ ف ب)