بدأ الهدوء يعود تدريجاً إلى العاصمة الاقتصادية للغابون، بور جانتي، بعد ليال متتالية من العنف والتخريب، فيما تتواصل أزمة اللبنانيين العالقين في منازلهم في شبه الجزيرة.وأفادت مصادر في الغابون، لـ«الأخبار»، أن «الاضطرابات وأعمال العنف لا تزال مستمرة، وإن بوتيرة أخفّ»، على الرغم من فرض السلطات حظر تجول ونشرها المزيد من التعزيزات العسكرية. كما أشارت إلى جولة لوزير الدفاع والداخلية، جان فرنسوا ندونغو، في أسواق المدينة لتفقد الأضرار التي يعود جزء كبير منها للبنانيين.وأعلن ندونغو، أمام وجهاء محليين، مقتل ثلاثة أشخاص في بور جانتي منذ الثالث من أيلول. وقال إنه لا يوجد بين هؤلاء القتلى الثلاثة «أي قتيل بسبب وجود عسكريين. أنا على استعداد للموافقة على تحقيق دولي».
وأفادت وكالات الأنباء عن حالة نزوح تشهدها المدينة، فيما علمت «الأخبار» أنه تم قبل يومين ترحيل عائلات مسؤولي الشرطة من بور جانتي. وقال رجل، طلب عدم ذكر اسمه، وهو يستعد لمغادرة المدينة على متن أحد المراكب، التي باتت الوسيلة الوحيدة للخروج من شبه الجزيرة، بعدما علّقت شركات الطيران رحلاتها إليها، «أفضّل مغادرة بور جانتي لضمان أمن أسرتي». ودفع تطور الأوضاع شركة «توتال» الفرنسية النفطية، التي رفضت في البدء إجلاء موظفيها، إلى تنظيم «انسحاب مؤقت» للموظفين الموجودين في بور جانتي.

«توتال» تنظّم «انسحاباً مؤقتاً» للموظفين... وبونغو يدعو إلى الهدوء

وكانت أعمال العنف قد تواصلت أول من أمس، على الرغم من توجيه الرئيس المنتخب علي بونغو دعوات للمواطنين إلى الهدوء. ووفقاً لمصدر عسكري، فإن قوات الشرطة تقوم أثناء الليل «بتفريق مشاغبين يقومون بعمليات نهب في عدد من أحياء العاصمة مثل حي ماتاندا، وحي سالسا، حيث أقامت مجموعات متنقلة من الشبان حواجز على الطرق الرئيسية في المدينة لمنع آليات قوى الأمن من التنقل، فيما انتشر عدد كبير من العسكريين أيضاً عند تقاطع شاتو وأحياء سيندارا وكوكوتييه وكارتييه شيك التي شهدت مواجهات متفرقة».
في غضون ذلك، رأى الرئيس المنتخب، الذي تلقى اتصال تهنئة من الزعيم الليبي معمّر القذافي، أن «من الضروري جداً عودة الهدوء إلى كامل أرجاء البلاد». وقال، في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية أول من أمس، «نحن بلد يسوده القانون، لذلك ثمة مؤسسات قائمة لجميع الذين يريدون تقديم طعون»، في إشارة إلى المرشحين الخاسرين الذين يقولون بحصول تزوير في الانتخابات.
وأوضح بونغو أن «من المثير للدهشة» أن يختار أحد المرشحين «الذين أعطتهم بور جانتي فوزاً مميزاً، هذه المدينة نفسها ليرتكب فيها بعض التجاوزات المؤسفة»، في إشارة إلى المرشح بيار مامبوندو الذي حلّ في المرتبة الأولى في هذه المدينة.
إلى ذلك، أعلن وزير الدولة الفرنسي للتعاون، آلان جوانديه، أن فرنسا ستتعامل مع الرئيس الغابوني المنتخب، رغم إقراره بأن الانتخابات الغابونية جرت في «ظروف صعبة». وأوضح أن فرنسا «ليس لديها أي مرشح» في الغابون.
(الأخبار، أ ف ب)