لم يحسم الرئيس باراك أوباما قراره إزاء زيادة قواته المقاتلة في أفغانستان بعد، بينما يعمل المحيطون به على خطّ وضع حركة «طالبان» وحزب الله في خانة واحدة، في مقابل العودة إلى التعظيم من خطر «القاعدة»
واشنطن ــ محمد سعيد
واصل الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، اجتماعاته مع طاقمه للسياسة الخارجية والأمن القومي بهدف مراجعة استراتيجيته في أفغانستان، وسط أنباء كشفت عن أنّه يرى أن من الضروري التركيز على تنظيم «القاعدة» الذي يتّخذ من باكستان معقلاً له، بدلاً من حركة «طالبان» الأفغانية التي «لا يمكن القضاء عليها سياسياً أو عسكرياً بغض النظر عن حجم القوات الأميركية ـــــ الأطلسية في هذا البلد المحتل»، بحسب اقتناع عدد كبير من المسؤولين الأميركيين والأطلسيين.
خلاصة توصلت إليها إدارة أوباما، التي باتت ترى أنه يجدر العمل على إضعاف هذه الحركة بدل السعي عبثاً للقضاء عليها، في ظل اعتبار البعض أن ظاهرة «طالبان» شبيهة لنموذج حزب الله.
وعن هذا الموضوع، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن بعض مستشاري أوباما ثقتهم بأن حزب الله في لبنان «هو نموذج لما ستصبح عليه حركة طالبان». وقال هؤلاء إنه رغم اعتقادهم بأن حزب الله هو «مصدر عدم استقرار» المنطقة، إلا أنّه لا يمثّل تهديداً للولايات المتحدة. وقال مسؤول أميركي للصحيفة إن مثال حزب الله «لم يطرح أمام أوباما، بل طرح على نحو غير رسمي خارج غرفة النقاشات، والأشخاص الذين يدرسون ملف الحركات الإسلامية هم من ربطوا حزب الله بحركة طالبان».
وفي سياق عودة واشنطن إلى التعظيم من خطر «القاعدة» في مقابل حصر تحدي «طالبان» في إطارها الأفغاني، أشار المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، إلى وجود اختلاف واضح بين «طالبان» وتنظيم «القاعدة»، الذي وصفه بأنه «كيان حول العالم وشبكة من الجهاديين متسعة خارج الحدود، وأنه يعمل على شنّ الهجمات على الولايات المتحدة». ولفت إلى أن «طالبان» مجموعة أشخاص «سيئون للغاية ارتكبوا أعمالاً بشعة، لكن قدراتهم مختلفة بعض الشيء على الصعيد المتعلق بالتهديدات المتعدية للحدود».
ورأى مسؤولون أميركيون أنه اعتماداً على التقويم الذي قدمه قائد القوات الأميركية في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال، بشأن ضرورة زيادة عديد القوات المقاتلة في البلد المحتل، حُدِّدت الخطوط العريضة لاستراتيجية البيت الأبيض لمكافحة حركة «طالبان» بهدف إضعافها.
وفي ما يتعلق بطلب ماكريستال إرسال المزيد من القوات الأميركية إلى أفغانستان، كُشف عن أن الطلب يتضمّن ثلاثة خيارات: إرسال ما لا يزيد على عشرة آلاف جندي، أو إرسال أكثر من 40 ألف جندي أميركي، أو أخيراً إرسال 40 ألف جندي فقط، مع الإشارة إلى أن ماكريستال يحبّذ الخيار الثالث (40 ألف جندي فقط) نظراً إلى أنّ هذا الحل يحاكي إمكان موافقة الكونغرس على القرار، نظراً إلى «الوضع الهزيل» للجيش الأميركي.