واشنطن ـ محمد سعيد خاص بالموقع- أثار مقتل ثلاثة جنود أميركيين في هجوم انتحاري أول من أمس فى باكستان تساؤلات حادة عن حقيقة الوجود العسكري الأميركي في باكستان. وقالت مصادر أميركية إن الحادث يُميط اللثام عن خبايا المساعدات العسكرية الأميركية لباكستان، وهي مسألة ترغب السلطات الباكستانية في إبقائها قدر الإمكان طي الكتمان.

وكانت القيادة المركزية الأميركية قد أصدرت بياناً من مقرها في تامبا بولاية فلوريدا أدانت ما سمّته «التفجير الارهابي» الذي وقع صباح الأربعاء في منطقة لوير دير بإقليم الحدود الشمالية الغربية الباكستانية.

وينتمي القتلى الثلاثة إلى قوات العمليات الخاصة التي يقال إن عدد افرادها فى باكستان يراوح ما بين 60 و100 جندي. وتتولى تدريب قوات حرس الحدود الباكستانية على محاربة الجماعات المسلحة، وجمع المعلومات عن هذه الجماعات التي تتصدرها جماعة «طالبان» الباكستانية. وقال البيان إن الجنود الثلاثة راحوا ضحية انفجار عبوات بدائية ناسفة.

ويُذكر أن مقتل الجنود الأميركيين الثلاثة كان أول خسارة بشرية معلنة للجيش الأميركي منذ نحو ثلاثة أعوام في منطقة الحدود الباكستانية المتاخمة لأفغانستان، وقد لفت الانتباه إلى برنامج تدريبي قلما يتحدث عنه المسؤولون الباكستانيون والأميركيون نظراً للمعارضة الشعبية لأي وجود عسكري أميركي في المنطقة.

أوضحت مصادر أمنية وسياسية أميركية أن الحكومة الباكستانية كانت راغبة بشدة في تفادي الحديث علانية عن وجود هذه القوة العسكرية الأميركية الخاصة في الأراضي الباكستانية، لتجنّب الحساسيات لدى المواطنين الباكستانيين بشأن وجود عسكريين أجانب، وما يمكن أن يثيره ذلك من تصاعد للعداء الشعبي للحكومة والأميركيين معاً بسبب الغارات التي تشنها طائرات التجسس الأميركية بدون طيار داخل منطقة القبائل، حيث يرى الباكستانيون أنها تمثل انتهاكاً لسيادة بلادهم.

كانت حركة «طالبان» الباكستانية قد أعلنت مسؤوليتها عن العملية، مهددة بشن مزيد من الهجمات. ورجحت مصادر أمنية احتمال أن يكون الانتحاري على علم أية سيارة تقل العسكريين في القافلة التي تضم 5 سيارات، وأنه اصطدم بسيارته الملغومة بتلك السيارة تحديداً.

ويثير هذا التوصيف شكوكاً خطيرة فى أن المهاجم ربما كانت لديه معلومات من مصادر مطلعة على بواطن الأمور، حيث نقلت وسائل إعلام باكستانية عن مصدر أمني أن السلطات الباكستانية تركز تحقيقها على الكيفية التي عرف بها المفجر أن الجنود سيمرون في لوير دير في هذا التوقيت وأية سيارة ستقلهم لمهاجمتها.