خاص بالموقع - ظهر الرئيس القرغيزي المخلوع، كرمان بك باكييف، للمرة الأولى في مهرجان شعبي، أمس، منذ يوم الأربعاء الماضي، وألقى كلمة أمام أنصاره. في هذا الوقت، تضاربت التصريحات الحكومية بشأنه، في ظل سيناريوهين، أحدهما عن تحفيزه لمغادرة البلاد، وثانيهما عن اعتقاله، بينما هو مصرّ على تحدّي الحكومة المؤقتة.وقالت زعيمة الحكومة القرغيزية المؤقتة، روزا أوتونباييفا، إنّه ربما يعرض على باكييف حافز ليغادر البلاد. وأضافت، عقب اجتماعها مع مبعوث الاتحاد الأوروبي الخاص لآسيا الوسطى، بيير موريل، «يدعوه الجميع ليترك الشعب القرغيزي وشأنه، وعلى باكييف أن يجد لنفسه مكاناً خارج قرغيزستان».
وتابعت «أثار باكييف بالتأكيد السؤال: ماذا سأحصل في المقابل؟ ونحن نعمل حالياً على الرد على السؤال إلى حدّ ما».
من جهتها، أعلنت السفارة الأميركية في بشكيك أنّها لن تكون ملاذاً لباكييف، ولن تساعده على الفرار من البلد. وأشارت السفارة، في بيان آخر، إلى أنّ السفيرة تاتيانا سي. غفولر التقت أوتونباييفا للبحث في «الزيارة التي سيقوم بها مساعد وزيرة الخارجية المكلف وسط وجنوب آسيا روبرت بلايك».
كذلك أوضحت السفارة أنّ الولايات المتحدة استأنفت نقل قواتها إلى أفغانستان عبر قاعدتها في ماناس. وكان نقل الجنود قد توقف من تلك القاعدة المقامة على مطار خارج بشكيك منذ الانتفاضة الشعبية يوم الأربعاء الماضي. وهذه القاعدة أساسية بالنسبة إلى الولايات المتحدة التي تنقل عبرها معظم القوات المنتشرة في أفغانستان. وكان بعض الوزراء القرغيزيين قد قالوا إنّه قد تقلّص فترة استئجار الولايات المتحدة للقاعدة.
وكان الرئيس المخلوع قد ألقى كلمة أمام الآلاف من أنصاره، الذين استقبلوه قرب منزل عائلته في قريته تييت جنوب البلاد. وأكد باكييف أنّه الرئيس الشرعي للجمهورية السوفياتية السابقة، متهماً الحكومة المؤقتة بأنّها مجموعة من «أفراد العصابات». وقال «لقد كانت لديّ أسبابي للاختفاء. وكما تعلمون فقد تمّ الاستيلاء على السلطة بالقوة. وبدأ الأمر كله في البداية في مدينة تالاس، وألقي اللوم كله عليّ». وأضاف «أنا الرئيس، وليس لأحد الحقّ أو السلطة لتنحيتي من منصبي. هذه ليست ثورة، إنّه استيلاء على السلطة».
وجدّد باكييف دعوته الأمم المتحدة لإرسال كتيبة من قوات حفظ السلام للحيلولة دون مزيد من سفك الدماء.
من ناحية أخرى، عاد النائب الأول لرئيسة الحكومة المؤقتة، يلماظ بك أتامباييف، من زيارة قصيرة إلى موسكو، كشف أنه عقد خلالها اجتماعات رفيعة المستوى مع الحكومة الروسية التي تعهدت الأسبوع الماضي بمساعدة الحكومة الجديدة، وإرسال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قرغيزستان. وقال أتامباييف «التقيت بالقادة الروس، وقلت إنّه في وقت السلم خصصت روسيا مبلغ 150 مليون دولار لجمهورية قرغيزستان، والآن ونحن في حالة طوارئ يجب أن تزيد هذه المساعدات».
ولفت أتامباييف، خلال مؤتمر صحافي في العاصمة بشكيك، إلى أنّ الحكومة تستعدّ لاعتقال الرئيس المخلوع، إلا أنّها تؤجّل ذلك لتجنّب وقوع ضحايا بين المدنيين. واتهم باكييف بإحاطة نفسه بعدد من السكان المحليين في محاولة لمنع القوات الحكومية من اعتقاله.
وكان قادة قرغيزستان الجدد قد جمّدوا، الجمعة، النظام المصرفي في البلاد، بحجة أن باكييف نهب خزينة الدولة، ولم يترك فيها سوى 896 مليون سوم (16 مليون يورو، 22 مليون دولار) لإدارة البلاد.
(أ ف ب، رويترز)