مجلس الشورى يردّ اليوم على الغرب وحديث عن خلافات داخل روسيا بشأن الـ«اس 300»يبدو أنّ السلطات الإيرانية ماضية في المواجهة إلى النهاية، مهما تكن التداعيات، على قاعدة أنّ أيّ تنازل أو تراجع اليوم سيجرّ وراءه تنازلات تُفقد طهران جميع المكتسبات التي حقّقتها خلال السنوات الماضيةأكّد رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، أمس، في معرض تعليقه على فرض عقوبات جديدة على بلاده أن «نهاية اللعبة التي بدأت بها أميركا لن تكون بيدها»، في وقت كشفت فيه مصادر مطّلعة لـ «الأخبار» أنّ اللجان الأربع المكلّفة الرد على العقوبات الجديدة ستعلن موقفها اليوم. وأوضحت المصادر أنّ «السلطات الإيرانية تتّجه نحو خفض التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذريّة، وتجميد المفاوضات المتوقّفة أصلاً مع الغرب، على ألّا تستأنفها إلّا في مقابل حوافز أو تنازلات، قد تكون إمرار الاتفاق الثلاثي».وفي السياق، أكّد لاريجاني، في كلمة له أمام أعضاء المجلس، الذين اجتمعوا أمس لمناقشة مشروع قرار خفض التعاون مع وكالة الطاقة، أنّ الدول الصديقة كالبرازيل وتركيا، «أدركت جيداً أنّ ما طرحه الرئيس أوباما في رسالته، التي دعا خلالها البلدين للتوسط مع إيران، کان مكراً وخداعاً».
من جهته، أكّد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في المجلس، علاء الدين بروجردي، أنّ موضوع خفض العلاقات مع روسيا والصين، أو الانسحاب من معاهدة الحد من الانتشار النووي «ان بي تي» غير مطروح.
وعن صفقة صواريخ «اس 300» الروسية، أكّد نائب رئيس لجنة الأمن القومي، إسماعيل كوثري، أنه إذا امتنعت روسيا عن تسليمها لإيران، «فإننا قمنا بالخطوات التمهيدية لتصنيع هذه المنظومة».
وقالت مصادر واسعة الاطّلاع، لـ«الأخبار»، إنّ الصفقة التي عقدتها موسكو مع واشنطن، والتي صوّتت بموجبها على القرار المتعلق بالعقوبات، «تتضمّن شرطاً روسياً بالسماح لروسيا بمواصلة التعاون النووي مع إيران، وإنشاء محطات جديدة وبيع أسلحة». وأضافت إنّه «من هنا أيضاً يمكن فهم خلفيات الاطمئنان الإيراني إلى روسيا. طهران مقتنعة بأنّ موسكو، وتلبيةً لمصالحها، يمكن أن تلعب خارج دائرة المصالح الإيرانية، لكن وفق هامش حدود المصالح الروسية مع إيران، وهي إضافةً إلى بيع الأسلحة وبناء المحطات النووية، هناك التعاون الاقتصادي والتجاري، والأهمّ من ذلك حقيقة أنّ إيران تمثّل الحديقة الخلفية لروسيا، وسداً منيعاً لها في مواجهة التمدّد الغربي. لذلك تريد روسيا الحفاظ على إيران قوية، أو بشكل أدقّ غير ضعيفة».
وتوضح المصادر نفسها أنه «بالنسبة إلى منظومة اس 300، هناك خلاف داخل روسيا بشأن ما إذا كانت ضمن الصفقة. البعض يقول نعم، فيما البعض الآخر ينفي ذلك، لكن يبدو واضحاً أنها ضمن الصفقة، بدليل رفع الأميركيين قبل أسبوع أو أسبوعين العقوبات عن عدة شركات روسية، بينها الشركة التي تصنّع هذه المنظومة، والمفروض أن تسلّمها إلى إيران، وهذه إشارة ضمنية إلى أنّ المنظومة قد تسلّم إلى إيران».
في هذه الأثناء، شدّد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، هاشمي رفسنجاني، على أهيمة «الوحدة والتضامن بين أبناء المجتمع» الإيراني لمواجهة العقوبات، التي رأى أنها «يمكن أن تكون حرباً نفسية تدعونا إلى الاستسلام»، في وقت أكّد فيه ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي في القوة البحرية للحرس الثوري، علي شيرازي، أن القوة البحرية ستردّ «رداً قاسياً على الاستكبار العالمي وأذنابه في المنطقة»، في معرض تعليقه على احتمالات تعرّض السفن الإيرانيّة للتفتيش.
في هذه الأثناء، رأى الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، خلال تقديم السفير السعودي الجديد محمد بن عباس الكلابي أوراق اعتماده، أنه يجب على إيران والسعودية أن تكونا جنباً إلى جنب، وذلك غداة نفي مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية ما سمّاه «مزاعم ركيزتها البهتان والتجنّي» نشرتها صحيفة «تايمز» البريطانية، تشير إلى أن السعودية قد تسمح لإسرائيل بالتحليق فوق مجالها الجوي في حال توجيه ضربة إلى إيران.
من جهةٍ ثانية، قال رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية، علي أكبر صالحي، إنّ بلاده «ليست مستعجلة» في بناء موقع جديد لتخصيب اليورانيوم، تزامناً مع تأكيده أن «أفضل حل للبلدان الغربية للخروج بطريقة مشرّفة من المشكلة النووية الإيرانية هو قبول اتفاق طهران». ونقلت صحيفة «رسالت» اليومية عن صالحي قوله إنّ إيران ستعلن «خلال الشهور القليلة المقبلة إنجازاً نوويّاً جديداً».
في غضون ذلك، ورغم إلغاء قادة المعارضة تظاهرة السبت، فإنّ تصريحاتهم التي نقلتها مواقع المعارضة فجر أمس حرّضت البعض على النزول إلى الشارع، ما سبّب بعض الاحتكاكات مع قوات الأمن، اعتُقل في خلالها عدد محدود من الأشخاص.
وتساءل مهدي كرّوبي عن الطبيعة الجمهورية للنظام الإيراني، بقوله «لا تكون هناك نتيجة (للانتخابات) إذا لم يوافق عليها (المرشد الأعلى). هل هذه جمهورية؟»، فيما حث مير حسين موسوي أنصار المعارضة على إبقاء تحركهم «حيّاً لأنّ الحكّام سيخافون من ذلك».
وفي السياق، دعت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إيران إلى تنفيذ التزاماتها الدولية، والإفراج عن كل المعتقلين السياسيّين والأميركيين الثلاثة المحتجزين في إيران. وأكدت التزام بلادها «التحدث إلى إيران في كل القضايا، سعياً إلى حل دبلوماسي تفاوضي على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة»، بينما اتّهم نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القنصلية والمغتربين، حسن قشقاوي، الولايات «باحتجاز 63 إيرانياً في سجونها بسبب أعذار ليس لها أيّ أساس من الصحّة».
إلى ذلك، أعادت إيران أمس التأكيد أنّ العالم النووي شهرام أميري، اختطفه الأميركيّون. وتحدّثت عن تعرّضه للتعذيب على أيدي الأميركيّين، والتهديد بتسليمه للاستخبارات الإسرائيلية. وفي ما يخص الحصول على الشريط المصور الذي تحدّث فيه أميري، قالت وكالة أنباء «فارس» إنّ العملية جرت «في إطار الإجراءات التي اتُّخذت في إلقاء القبض على المجرم ريغي»، في إشارة إلى زعيم تنظيم جند الله، عبد الملك ريغي، المعتقل منذ شهر شباط الماضي.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز، مهر، ارنا، فارس، ايسنا)