لدى الكرسي ساق واحدة، تمكّنه من الوقوف لكنها لا تحول دون سقوطه، ولن تقوى على إعانته للمضي قدماً. في الظاهر يقف الكرسي، متوسّطاً فضاء باطونياً تخترقه أسياخ حديديّة مروّسة. ما كان يجب أن يصير عمارة مكتملة هو اليوم عبارة عن كتل صلبة عاجزة عن الارتفاع أو الإيواء. مجرّد هيكل بلا سقف، أشبه بمسخ لمبنى تخلى عن القيام. لا هو جديد، وقد بات يميل إلى القدم منذ أن هجره العمال، وأصحابه الذين لم يسكنوا في داخله أساساً. لقد توقّفت عمليّة بنائه قبل سنوات بالتزامن مع الأزمة الاقتصاديّة التي حلّت بلبنان. اقتطعت الأزمة سبلاً كثيرة منذ ذلك الوقت، وربّما اقتلعت أيضاً السيقان الثلاث للكرسي الذي ما زال يبحث عن وجهته، مستعيناً بذلك بالسند الوحيد الذي يبقيه واقفاً (؟). تُبدّل الفنانة التشكيليّة اللبنانية إيليز زخّور، من استخدامات العناصر التي تبدو لنا بديهيّة، فتجعلها غريبة في محيط لا هيئة واضحة له. تستخدم الكرسي في مجموعتها الفوتوغرافية «لا استقرار» (2021) كاستعارة لحالتها اللامستقرّة والهشّة ضمن فضاء يبدو صلفاً في الظاهر إلا أنه مشرّع على كل المخاطر.
(إليز زخّور)


(إليز زخّور)


(إليز زخّور)


(إليز زخّور)


(إليز زخّور)


(إليز زخّور)


(إليز زخّور)


(إليز زخّور)