أقل من ثلاثة أشهر هي المدّة التي فصلت بين الإفراج عن زهران علّوش وإعلانه تأسيس «سرية الإسلام» التي ضمّت حينها 14 شخصاً فقط، واتّخذت من مزرعةٍ في الشيفونيّة مقرّاً «سريّاً» لها. لكنّ «معظم سكّان دوما في تلك المرحلة كانوا يعرفون موقع هذا المقر» حسب ما تؤكّده لـ«الأخبار» مصادرُ عدّة من أبناء المدينة. لم يكن غريباً عن زهران السعي إلى نشاط من هذا النوع، وهو الذي عُرف بانتمائه السلفي منذ ما قبل اعتقاله (عام 2009) على خلفيّة قيامه بـ«نشاطات لتشكيل خلايا سلفية مسلحة» (كان أفرادُها ينطلقون لـ«الجهاد» في العراق)، مستنداً إلى دعمٍ وفّرته له «سمعته السلفيّة»، و«مكانة والده الشيخ عبد الله المقرّب من العائلة المالكة في السعودية حيث يقيم»، فحصلَ علّوش على دعمٍ كامل، أهّله ليصبحَ لاحقاً رجلَ السعوديين الأوّل في سوريا. وعلى بعد كيلومترات معدودة من العاصمة بنى علّوش ترسانته العسكريّة قطعةً قطعة، وزاد عديد رجاله تدريجاً لتتحوّل «السريّة» إلى «كتيبة» كانت الوجهة الأولى للعسكريين المنشقّين من أبناء الغوطة يومَ كان الضخ الإعلامي يُنبئ بأنّ «سقوط النظام مسألة وقت محدود». الملاءةُ الماليّة التي توافرت لـ«كتيبة الإسلام» أسهمت في قدرتها على الاستقطاب، وأهّلتها لتصبحَ «لواء» في مطلع حزيران 2012، وليصبحَ قوامُه في حزيران 2013 «ستين كتيبة قتالية وعشرين مكتباً إدارياً». شهر أيلول 2013 شهدَ أوّل «تطويب رسمي» لعلّوش بوصفه رجل الغوطة الأقوى، حيثُ أُعلن إنشاء «غرفة عمليات دمشق الرئيسية» بدعمٍ مُباشر ومُعلن من «مجلس الداعمين للثورة السورية في الكويت» وبزعامة «لواء الإسلام» ومشاركة كلّ من «ألوية الفرقان، ألوية الحبيب المصطفى، حركة أحرار الشام الإسلامية، ألوية وكتائب الصحابة، ولواء جيش المسلمين». عُرف «لواء الإسلام» في بواكير تشكيله بفرضه شروطاً كثيرة على الراغبين في الانضمام إلى مقاتليه «تحاشياً للاختراق». كان من أوائل المجموعات المسلّحة التي أنشأت مُعسكرات احتضنت دوراتٍ مكثّفة للمتطوّعين تحت مسمى «دورات الأغرار». وكان من أبرز المشرفين عليها حينَها نقيب منشق عن الجيش السوري اتّخذ لنفسه اسم «إسلام علوش» تحبباً بزهران (وهو الذي تحوّل لاحقاً إلى أحد الناطقين باسم جيش الإسلام). لاحقاً، أشرفَت الاستخبارات السعوديّة مباشرة على إعادة هيكلة «لواء الإسلام»، حتى أنّ مصادر عدّة تؤكّد أنّ «ضباطاً سعوديين أشرفوا في بعض المراحل على تدريبات مسلّحيه». بعد مقتل مؤسسه زهران علّوش، سارع «جيش الإسلام» إلى إعلان اختيار عصام بويضاني (أبو همام) «قائداً عامّاً للجيش».