نجح المعهد خلال أكثر من عقدين في أن يصبح مرجعاً محلياً وإقليمياً للطامحين بولوج علم الإدارة وخفاياه. اليوم وتماشياً مع الرسالة التي وجد لأجلها يعمل المعهد على مواكبة أحدث ما وصل إليه قطاع إدارة الأعمال من خلال تركيزه على ريادة الأعمال ومساعدة كل شخص يرغب بإطلاق شركة ناشئة على اكتساب المهارات اللازمة في مقر خاص ضمن المعهد مزوّد بأحدث التقنيات. تدير المعهد غرفة تجارة باريس، وهي عينها من يدير معهدي الأعمال العريقين في فرنسا HEC وESCP. أما مجلس الإدارة فمؤلف من 10 أعضاء مقسمين بالتساوي بين لبنانيين وفرنسيين ويتولى رئاسته رئيسان هما حاكم مصرف لبنان والسفير الفرنسي في لبنان على ما تنص الإتفاقية، من دون أن يكون هنالك أي تداخل بين السياسي والأكاديمي في طريقة إدارة المعهد.
شيريل مطر


اختصاصات شاملة
توفر ESA بحسب رئيسة قسم التواصل والتسويق في المعهد شيريل مطر 9 برامج متخصصة في إدارة الأعمال من الإجازة وصولاً إلى الدكتوراه. ما يميّز المعهد أنه مساحة للتعلم المستمر، حيث يمكن لخريجي البكالوريا والطلاب الجامعيين الذين سبق وتخرجوا والذين بدأوا مسيرتهم المهنية إضافة إلى المديرين الذين تسلقوا أعلى السلم الوظيفي في شركاتهم مواصلة علمهم واكتساب خبرات جديدة والاطلاع على أحدث ما توصلت إليه علوم الإدارة الحديثة.
في هذا السياق يوفر المعهد إجازة في إدارة الأعمال بالتعاون مع جامعة ESSEC Business School تمتد من 3 إلى 4 سنوات، كما وبرامج ماجستير متعددة ومتنوعة تشمل مواضيع مختلفة ومنها ماجستير في إدارة الأعمال وماجستير في ريادة الأعمال، وماجستير في الإدارة المالية وماجستير في التسويق وماجستير في إدارة الرعاية الصحية بالتعاون مع جامعة باريس 7 ديدرو و Ecole des hautes etudes en santé publique . كذلك يؤمن المعهد برامج MBA لإدارة الشركات وExecutive MBA الذي يتوجه لرجال الأعمال الذين يملكون خبرة لا تقل عن 7 إلى 10 سنوات، وأخيراً الدكتوراه في إدارة الأعمال.
Smart ESA حاضنة أعمال مجانية توّفر لرواد الأعمال المكان والمعدات والتدريبات المطلوبة


أطلق المعهد أيضاً عام 2009 برنامج ESA Executive Education المخصص لتدريب موظفي الشركات في مجالات ترغب هذه الأخيرة في تطوير قدرات ومهارات موظفيها فيها. ومن جملة البرامج التي يقدمها المعهد برامج Certifying Programs التي تمتد لمدة 6 أشهر فقط وتعنى بمواضيع كالتسويق الرقمي وإدارة المشاريع وغيرهما، والتي تتوجه إلى أشخاص يملكون خبرة في مجال العمل.

بعد عالمي
على الرغم من كون المعهد ثمرة شراكة بين الحكومتين اللبناية والفرنسية وتديره غرفة تجارة باريس فإن اللغة الطاغية في التعليم هي الانكليزية بما يتوافق مع متطلبات العصر وخاصة في مجال الأعمال، من دون الاستغناء بشكل كامل عن الفرنسية التي لا تزال حاضرة ولكن في نطاق ضيق وتحديداً في مجال الماجستير في التسويق والدكتوراه على ما تقول مطر.
واحدة من أبرز مميزات المعهد هي شراكاته مع العديد من الجامعات الأوروبية العريقة الرائدة في مجال إدارة الأعمال ومن أبرزها HEC Paris وESCP Europe وSDA Bocconi وESSEC Business School، ما يعني أن الشهادات بمعظمها مصدّق عليها من المعهد ومن الجامعات الشريكة. وفي هذا الإطار تكشف رئيسة قسم التواصل والتسويق أن الكادر التعليمي في المعهد يضم أكثر من 200 أستاذاً محاضراً جميعهم أجانب يحضرون إلى لبنان خصيصاً لإلقاء المحاضرات للطلاب.

احتضان رواد الأعمال
من أبرز الإضافات للمعهد والتي تبيّن مدى مواكبته لكل جديد في مجال الأعمال إطلاقه العام الماضي ماجستير في ريادة الأعمال وبالتعاون مع جامعة HEC Paris وغرفة الصناعة والتجارة والزراعة في بيروت وجبل لبنان. سبق هذه الخطوة تأسيس المعهد منذ 4 أعوام حاضنة الأعمال Smart ESA لكي تكون فضاءً لروّاد الأعمال لتطوير مشاريعهم وأفكارهم ووضعها موضع التطبيق مستفيدين من تقنيات حديثة وورش عمل ومحاضرات توفرها الحاضنة.
يمتد الماجستير وفقاً لمطر على مدى 12 شهراً وهو مخصص لرواد الأعمال ولكل شخص يرغب بتأسيس شركة ناشئة أو تطوير واحدة موجودة واكتساب الخبرات اللازمة في مجال التمويل ووضع خطة العمل والنواحي التنفيذية والتسويقية والإدارية التي يتطلبها إنجاح هكذا مشروع. القبول في هذا البرنامج يتطلب أن يكون المتقدم للدخول من حملة شهادة الماجستير وصاحب فكرة لامعة يتوجب عليه عرضها أمام لجنة من الخبراء من المعهد لتقييمها وتبيان مدى جديتها وقابليتها للتحقيق كما والاطلاع على مدى معرفة صاحبها بعالم الأعمال والتصورات التي وضعها لتحقيقها.
هذا ويشمل الماجستير تنظيم سفرتين تمتد كل منهما لمدة أسبوع إلى كل من Silicon Saclay في فرنسا وهي النسخة الفرنسية من Silicon Valley في سان فرنسيسكو التي تشكل الوجهة الثانية للطلاب. وتشدد مطر أنه بإمكان الطلاب الاستفادة من العديد من المنح التي تؤمنها غرفة الصناعة والتجارة والزراعة في بيروت وجبل لبنان والعديد من الشركات للطلاب أصحاب الأفكار المميزة والتي قد تصل نسبتها إلى 80%.
وفيما يختص بحاضنة الأعمال Smart ESA فهي تشغل حالياً مساحة طابق لكن ومع نهاية هذا العام ستنتقل إلى مبنى ضمن حرم المعهد مخصص بالكامل لها، وهي تؤمن وبالمجان المكان والتمارين والتدريبات والخبرات والمعدات التي يحتاجها روّاد الأعمال وهي قد ساهمت في إطلاق وتطوير 64 شركة ناشئة منذ تأسيسها. واللافت أن هذه الحاضنة وعلى خلاف غيرها في لبنان لا تأخذ حصة في الشركات التي تساعد على إطلاقها.