أبدى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، يوم أمس، حزنه من حملة «#إرحل_يا_سيسي» على مواقع التواصل الاجتماعي التي تطالب برحيله، معتبراً أن المطالبين برحيله لا يقدّرون محاولاته «إخراج المصريين من العوز». وخلال كلمته في المؤتمر الوطني السادس للشباب في جامعة القاهرة، قال السيسي: «أدخلونا في أمة العوز والفقر، ولما أجي أخرج بيكو منها (أنقذكم منها) يقولوا هاشتاغ إرحل يا سيسي». ومستنكراً ذلك، تساءل السيسي: «أزعل ولّا مازعلش»، مشيراً إلى أن ذلك سبب حزنه.

#إرحل_يا_سيسي يتصدّر
خلال حزيران/ يونيو الماضي، ظهرت حملة على «تويتر» شارك فيها مئات الآلاف، تطالب السيسي بالرحيل. هذا الهاشتاغ عاد أمس، إلى تصدر «تويتر» بعد قليل من تعبير السيسي عن «حزنه».
وبعد ساعات قليلة من إطلاق هاشتاغ #إرحل_يا_سيسي، تجاوز عدد التغريدات التي تضمّنته 50 ألفاً، وكان قد اقترب من 300 ألف على مدى أيام عند إطلاقه الشهر الماضي.

وعلى الرغم من كثافة استخدام الهاشتاغ، لا يعبّر عدد التغريدات بشكل دقيق عن مستويات الرضا عن أداء السيسي في مصر، حيث يستخدم كثير من الشبان مواقع التواصل الاجتماعي بينما لا يستخدمها معظم المواطنين البالغ عددهم نحو 100 مليون.


على الشعب أن يضحّي
في المؤتمر الذي ركّز على الإصلاح التعليمي، أكد السيسي أن هناك فرصة أن نقدم لأولادنا تعليماً جيداً، ولكن أمام هذا الأمر تحدٍّ وهو «الاستعداد للتضحية عن طريق بذل الجهد للمساعدة في إصلاح العملية التعليمية». وأشار إلى أن الإصلاح الاقتصادي والتعليمي لن يكتمل إذا رفض الشعب استكمال المسار، مشدداً على أن الأولويات في السنوات الأربع المقبلة هي التعليم والصحة والإصلاح الإداري.
وبرغم أن السيسي اعتبر أنه يُخرج الناس من العوز، شدّد في الكلمة نفسها على أن إخراج المواطنين من العوز ليس مسؤولية الحكومة، إنما على الشعب أن يقوم بذلك.
كذلك، أبدى السيسي حزنه من «استمرار مسلسل الشائعات واستهداف الدولة»، بعدما أعلن قبل أسبوع في حفلٍ عسكري، أن «مصر واجهت في ثلاثة أشهر 21 ألف شائعة».
ولم يقدم السيسي تفاصيل أكثر بخصوص «الشائعات» تلك، غير أن مركز معلومات مجلس الوزراء المصري أصدر بيانات عديدة في الأشهر الثلاثة الأخيرة تضمّنت ما اعتبره «شائعات» أغلبها متعلق بارتفاع الأسعار، وحذف سلع مدعمة، وظهور أطعمة فاسدة. لكن تلك «الشائعات» جاءت في ظلّ ما شهدته مصر خلال شهر حزيران/ يونيو وخلال الشهر الجاري من ارتفاعات في أسعار الخدمات كالكهرباء والمياه والغاز، والوقود، والمواصلات، ضمن حزمة «إصلاحات» جذريّة تقوم بها الحكومة استجابةً لشروط قرض صندوق النقد الدولي.



تجديد الخطاب الديني
وفي المؤتمر نفسه، تحدث السيسي في كلمته عن الإشكاليات الدينية، حيث اتهم الأديان بأنها غير قادرة على استيعاب «أن الله تعالى هو الذي أنزل الدين وصنع التطور الإنساني».
في السياق نفسه، أشار السيسي إلى أن تجديد الخطاب الديني ضرورة، مجدداً الدعوة إلى ضرورة «توثيق الطلاق من أجل حماية المجتمع وتحقيق الاستواء فيه».
وبالرغم من هذه الدعوات في ما يخصّ الدين، أشار السيسي إلى أن هناك «سلوكيات لا تليق» في السينما والفنّ، في ما يشبه الآراء المتزمتة دينياً في مصر حيال مجال الفنّ والعاملين فيه.
وفيما لفت إلى أن السلام هو الأصل وأن الحرب هي الاستثناء، قال السيسي إن «عملية بناء الإنسان هي عملية مجتمعية وليست عملية حكومية».