وتعزو عدم الجدية في مواكبة التعليم عن بعد أساساً الى «التحديات اللوجستية التي يواجهها التلامذة اليوم بسبب الضائقة المالية. فالتلامذة ملّوا من الصعوبات التي تواجههم، سواء لجهة افتقارهم إلى البنى التحتية من كهرباء وشبكة إنترنت، أو استخدام أكثر من تلميذ في البيت جهازاً واحداً بسبب عدم قدرة بعض العائلات على تخصيص جهاز لكل ولد. هنا يضطر كل منهم إلى انتظار دوره، أو يعيد مشاهدة المادة، إذا كانت مسجلة، من دون إظهار أي تفاعل ممكن، أو تجاهل إعادتها أساساً».
«تراجع الحماسة الدراسية لدى معظم التلامذة سببه شعورهم بعبثية التحصيل، وخصوصاً في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وتفشي البطالة في صفوف المتعلمين»، بحسب أستاذ التعليم الثانوي أحمد شامي، مشيراً الى انسحاب أحد تلامذته من متابعة الحصص لمصلحة إخوته «لأن الإنترنت في بيتهم ضعيف».
على المدارس وضع أنظمة تربوية بعد انتهاء الجائحة لترميم المعلومات التي فقدت خلال التعليم عن بعد
نصر الله رأت أن بعض الأهالي لا يبذلون جهداً إضافياً لتحفيز أبنائهم على الدراسة وتقبّل التغيير الذي طرأ على التعليم، وبالتالي كسب المزيد من الأهداف التعليمية. وأشارت إلى أن البعض ملّوا من ملاحقة الأولاد للنوم باكراً أو للدراسة، كحال إحدى الأمهات التي لم تعد تصرّ على ابنتها لتدرس أو حتى لتحضر الحصص التعليمية الصباحية، لأنها لا تشعر بأن التعليم عن بعد يستحق الاهتمام والمتابعة الجادّة كالتعليم الحضوري.
وفي حين كان التلميذ ينتظر المواد الأدائية، كالرياضة والفنون والموسيقى والمسرح في جدول الحصص، تتوجّه معظم المدارس في لبنان إلى إلغائها للاستفادة من الوقت لمصلحة المواد العلمية. ولم تلتفت المدارس إلى أهمية هذه المواد «الأساسية» في تحفيز التلميذ للدراسة، وفي تهذيب الروح وتشكيل الذوق الفني، علماً بأن التلامذة اليوم بأمسّ الحاجة إلى هذه المواد لتفريغ الضغط النفسي الذي يعانونه بسبب الحجر المنزلي وتردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والصحية والأمنية.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا