أول من أمس، اختُتمت فعاليات «المهرجان اللبناني للسينما والتلفزيون» الذي استمرّ ثلاثة أيام في فندق «كومودور» (الحمرا ـــــ بيروت)، وتخلّله عرض 19 فيلماً لمخرجين لبنانيين وعرب وأجانب في قصر «الأونيسكو» في بيروت. ورغم أهمية الحدث ـــــ من الناحيتَين الفنية والثقافية ـــــ أدّت الأخطاء التنظيمية إلى بلبلة بين المشاركين والصحافيين، إذ لم توزّع الدعوات مثلاً إلا قبل 48 ساعة من انطلاق المهرجان، مما أدّى إلى عدم وصول الدعوات إلى قسم كبير من الفنانين المكرمين والنقابات المعنيّة. ومن وصلته الدعوة، لم يتمكّن من الاطلاع على برنامج المهرجان لناحية الأفلام المعروضة وتوقيتها. وهو ما برّره نقيب السينمائيين في لبنان (وهي الجهة المنّظمة) صبحي سيف الدين بالقول: «كان في نيتنا تأجيل هذه التظاهرة الفنية بسبب الثورات في الدول العربيّة، ثم قرّرنا عدم التراجع، وإطلاق المهرجان في الموعد المعتاد سنويّاً».لكن لا يبدو أن هذه الحجة أقنعت الفنانين الغائبين، الذين ظنوا أنّ الافتتاح هو يوم السبت بدل الخميس، مما دفعهم إلى الاعتذار عن عدم الحضور بسبب عدم احترام المهرجان للبروتوكول. هكذا لم يحضر نقيب الممثلين جان قسيس ولا الفنانان اللذان يفترض تكريمهما من النقابة وهما: جوزيف جبرايل وعصام الشناوي. واكتفى المنظّمون بتكريم بعض الفنانين والمخرجين من لبنان والدول العربيّة، منهم رئيس «اتحاد المنتجين الخليجيين» يوسف العميري، ونقيبة الفنانين في سوريا فاديا خطّاب ونقيبهم السابق أسعد عيد، ورئيس «لجنة صناعة السينما والتلفزيون في سوريا» عماد الرفاعي، ورئيس «الفضائية السورية التربوية» طالب عمران، والشاعرة السعودية سارة الهاجري، والفنانون هيام يونس، وميشلين خليفة، وجاكلين، وسمير شمص، وآمال عفيش. كذلك، لم يُفهم سبب إصرار المنظّمين على استقبال الضيوف من خلال «زفة» لبنانية رافقت ممثل وزير الثقافة غسان أبو شقرا خلال جولته على القاعتَين المخصصتَين للمهرجان.
من ناحية ثانية، يصرّ سيف الدين على الدفاع عن المهرجان وعن نقابة السينمائيين بالقول «هذه النقابة عمرها 60 سنة، وهناك من أفنى حياته فيها، هؤلاء يستحقّون التكريم». ويضيف: «لا أقوم بشيء سيّئاً، بل أحاول تكريم الفن في هذا البلد، ولا عداوة لي مع أحد، ومن يرد معاداتي فهو حر»، موضحاً أنه صنع نقابة «انطلقت من شارع الحمرا وأوصلتها إلى الاتحاد الأوروبي وكندا، لكنها آذتني مهنياً». كذلك، في حفلة الختام، بدا سيف الدين غاضباً على الصحافة مذكّراً بـ«الإعلام الأصفر الذي انتقد المهرجان قبل عامين عند تكريم المخرجين الذين نسيهم الوطن، وعنون مقالةً عنه هي «فضيحة في قصر الأونيسكو»... ثم اتهمتنا إحدى المجلات الفنيّة في العام الماضي بأننا تقاضينا من الدولة مليون دولار لنقيم مهرجاناً دون المستوى». غير أنه عاد وتراجع عن شن الحرب على الصحافة وفضّل توجيه التحيّة للعاملين فيها.