القاهرة | قبل ساعات قليلة من رمضان، تأكد عرض مسلسل «أم الصابرين» الذي يروي سيرة القيادية الأخوانية زينب الغزالي على شاشات التلفزيون المصري و«تايم دراما» و«أوسكار دراما». لكن اليوم، يتردّد في أوساط «ماسبيرو» أن الرقابة على المصنفات الفنية في طريقها إلى منع عرض المسلسل الذي لم يمرّر إليها سابقاً. مع العلم أن القانون ينصّ على أن الرقابة الحكومية يجب أن تشاهد أولاً كل مسلسل سيعرض على قنوات محلية. ومع أن الحلقات الأولى من «أم الصابرين» عُرضتُ بدءاً من أول أيام شهر الصوم، إلا أن التلفزيون المصري أعلن أمس عبر الشريط الإخباري لقناة «نايل دراما» وقف عرض العمل «لأن الشركة المنتجة تعثرت في استكمال الحلقات، على أن يعرض بدلاً منه مسلسل «النار والطين» لياسر جلال وميس حمدان».
فور إعلان هذا الخبر، انطلقت فوضى التصريحات المتناقضة التي تعزو إيقاف عرض المسلسل إلى أسباب رقابية حيناً، وإنتاجية حيناً آخر. بطلة العمل رانيا محمود ياسين قالت إنّ «أم الصابرين» كان يُعرض على قناة «الأسرة والطفل» (إحدى محطات ماسبيرو) عند الساعة 11 صباحاً، وهو موعد «ميت» لا يشاهد فيه أحدٌ التلفزيون كما يقول أهل الوسط الفني. يُضاف إلى ذلك أن قناة «الأسرة والطفل» (أو «العائلة») مغمورة ولا تحظى بمتابعة واسعة بين المشاهدين، وبالتالي، فإنّ الشركة المنتجة طلبت سحب العمل أو تغيير موعد عرضه وفق ما تقول الممثلة المصرية.
وفي السياق نفسه، نشبت معركة بين مؤلف المسلسل أحمد عاشور ومخرجه أحمد اسماعيل الحريري، أعطت للقضية أبعاداً سياسية، إذ إنّ المؤلف اتهم المخرج وفريق العمل بتعديل السيناريو بهدف الإساءة إلى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. وقال إنّ الشركة المنتجة (شركة «المها» الكويتية التابعة لجماعة الإخوان) أجرت تعديلات متعددة على السيناريو بهدف «تحسين صورة الداعية الإسلامية والإساءة إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر». وهنا، لا بد من الإشارة إلى أنّ الغزالي اعتُقلت في عهد عبد الناصر، وأن جماعة الإخوان المسلمين تعتبر أن مرحلة عبد الناصر تعدّ الأسوأ في تاريخها على الإطلاق. بعد ذلك، ردّ المخرج أحمد اسماعيل الحريري بأن المؤلف «ناصريّ متعصّب، وأراد تغيير التاريخ».
لكن حتى الآن، لم يجب أحد طرفي الخلاف على السؤال البديهي: لماذا لم تظهر تلك المشكلة أثناء إعداد العمل؟ ولماذا لم يتكلم أحد عنها، عندما وقف فريق المسلسل أمام الرقابة التي كانت تنوي تجميد «أم الصابرين» قبيل رمضان؟ العمل الذي لا يزال مستمراً عرضه، اتُّخذ القرار بوقفه. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل لا يزال الجمهور الذي يتابع مسلسل الإخوان وشخصياته السياسية التي تدير الواقع المصري، مستعداً لمتابعتهم أيضاً على الشاشة الفضية؟