دمشق | بعدما أخذ السوريّون قسطهم الوافر من التندّر والسخرية على الفايسبوك في مواجهة عدوان أميركي مرتقب على بلادهم، بدأت مجموعة من الناشطين المدنيين بإطلاق حملات أكثر جدّية عبر الموقع الأزرق، كـالحملة الشعبية لدعم صمود الشعب السوري «صامدون»، وحملة «على أجسادنا». بدأت هذه الحملات باستقطاب روّاد موقع التواصل الاجتماعي، ونقلهم إلى مرحلة الفعل، للوقوف في وجه هذا العدوان المحتمل.في الثلاثين من آب (أغسطس) الفائت، أطلقت مجموعة ناشطين حملة بعنوان «صامدون» تقضي بنشر رسائل تضامنية مصوّرة مع الشعب السوري، من داخل البلاد وخارجها، عبر صفحة على فايسبوك، وقناة على يوتيوب. وبدأت هذه الصفحة تلقى رواجاً متزايداً، رغم مرور أيام على إطلاقها فقط. أحد الناشطين ويدعى عصام حبّال توجّه إلى العرب في أولى رسائل «صامدون» المصوّرة، ليطلب منهم إبعاد أطفالهم عن الشاشات خلال فترة العدوان المرتقب، قائلاً لهم باللهجة السورية، وبنبرة لا تخلو من السخرية: «مارح نطلب منكم توقفوا بوجه الحرب، اللي بلشت رحاها. ولا تستنكروا، ولا تنددوا، ولا حتى تدعولنا. بس بدنا منكم شغلة صغيرة، بعدوا أطفالكم عن شاشات التلفزيون، خليّهم ما يشوفونا، ونحن عم نموت، وحاولوا تدّوروا على كذبة صغيرة، مشان إذا سألوكم عن سوريا؛ تعرفو تكذبوا عليهم، وتعطوهم جواب، لأنّه نحن السوريين، خايفين بالفعل تموت المروءة عند العرب».

منسّق الحملة قاسم شاغوري قال لـ«الأخبار»: «الغاية الأساسية من حملة «صامدون» هي الإثبات للعالم، وخصوصاً للمغتربين أنّ حياتنا مستمرة بحدودها الطبيعية رغم كل ما يجري، وليست جحيماً كما يظنون، وسنبدأ خلال الأيام المقبلة بنشر مقاطع فيديو من شوارع دمشق، وأسواقها تريهم ذلك، كما يهمنا أن نستقطب في هذه الحملة أصواتاً من خارج سوريا لدعم الحملة، سواءٌ كانت من مغتربين سوريين، أو شخصيات أجنبية، وندرس أيضاً فكرة إقامة فعاليات على الأرض بالتعاون مع فرق موسيقية، إلى جانب أفكار أخرى، إذا سمحت الظروف بذلك».
وأكد قاسم أنّ أحد أبرز أهداف الحملة «تعزيز مفهوم الولاء للبلاد التي قد تتعرض لعدوان لا يفرّق بين موال أو معارض، فهو يستهدف كيانها، ومقوماتها الأساسية، ومنها الجيش، ومن يتحدّث عن كون أهداف هذا العدوان عكسرية بحتة، نقول له إنّ العدوان يستهدفني كسوري، يستهدف كرامتي قبل النظام كما يدّعي البعض، وتصريحات أوباما واضحة في هذا المجال، كما أنّ الصاروخ لن يميز بين مؤيد أو معارض، بين بناية مدنية، أو نقطة عسكرية، حتى لو كان صاروخاً ذكياً كما يصفونه، فقد أثبت غباوته في إصابة أهدافه. والأمثلة كثيرة على ذلك مما حدث في العراق. هذا ما نود قوله».
بالتزامن مع إطلاق حملة «صامدون»، أطلق ناشطون حملةً أخرى بعنوان «على أجسادنا»، لكنّها تمضي ربما إلى مسافات أبعد، إذ تهدف بحسب القائمين عليها إلى «تشكيل دروع بشرية لحماية المنشآت العسكرية والمدنية من العدوان الأميركي المحتمل على سوريا». ووفقاً لما ورد في تدوينة على صفحة الحملة على فايسبوك، قال الناشطون الذين ينوون المشاركة في هذه الخطوة إنّهم «يقدرون احتمال المغامرة التي يقومون بها، وعلى مسؤوليتهم الشخصية».
تروّج لهذه الحملة إذاعة «نينار FM» المحليّة. وفي تصريح لهذه الإذاعة، قالت الإعلامية اللبنانية أوغاريت دندش إحدى منظمي الحملة إنّها «مبادرة فردية من مجموعة من الناشطين والأصدقاء، تهدف على نحو أساسي إلى إيصال رسالة إلى العالم مفادها أنّ المواطنين السوريين والمؤيدين لسوريا، لن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه ما تتعرض له من عدوان من الأميركيين وحلفائهم خدمة لعدونا الواحد وهو العدو الإسرائيلي».
ويتوقع أن تشهد حملة «على أجسادنا» المزيد من التفاعل بعد مجموعة من الفعاليات الإعلامية، منها مؤتمر صحافي مرتقب في قلب دمشق، على مقربة من ساحة الأمويين الشهيرة.
وبعيداً عن حملات الناشطين المدنيين وغيرهم ممن يستهدفون استنهاض شعور السوريين الوطني لمواجهة العدوان الأميركي المرتقب على بلادهم؛ تبقى السخرية والتندر من تردّد العدو المتربص بسوريا سيد الموقف في الشارع، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. ومن أطرف ما تداوله السوريون على صفحات الموقع الأزرق أخيراً، إعلان ترويجي من إحدى شركات الاتصالات الافتراضية عن خدمة «كيري خبرني قبل غيري» لمعرفة موعد ما سماه الأميركيون «الضربة العسكرية»، وما هو في الحقيقة إلا «عدوان أميركي على سوريا».

https://www.facebook.com/9AMEDOON






هجوم إلكتروني على المارينز

بعد هجومه على موقعي صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية وتويتر الإلكترونيين الأسبوع الماضي (الأخبار 29/8/2013) ، اخترق «الجيش السوري الإلكتروني» صباح أمس الموقع الإلكتروني الخاص بقوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز). وفي رد على التهديدات الأميركية بضرب سوريا، عرض المخترقون على الصفحة الرئيسية للموقع صوراً ورسالة تعارض العدوان المحتمل، واصفين الرئيس الأميركي باراك أوباما بـ«الخائن». وتوجّه هؤلاء إلى «إخوتهم» من جنود المارينز بالقول إنّ أوباما «يريد التضحية بكم دفاعاً عن تنظيم القاعدة»، مضيفين: «فكروا مليّاً في التحالف بينه وبين «القاعدة» قبل الإقدام على أي خطوة». يذكر أنّ marines.com عاد إلى طبيعته بعد وقت قصير جداً.