قلوب وأنظار الملايين معلّقة في سماء دمشق. ولا تغيب عيون الصحافة الأميركية عن عاصمة الياسمين التي تتأهب لضربة أميركية محتملة. كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أوّل من أمس عن هجوم عنيف شنّه السوريون على حساب الرئيس الأميركي باراك أوباما الرسمي على تويتر، متوعّدين بجحيم مستعر إذا ما ضربت بلاده سوريا. آخرون ذهبوا أبعد من ذلك، عندما هدّدوا بحرق المدن الأميركية، وإزالة إسرائيل عن الوجود!.
وأحصت الصحيفة أكثر من 350 تعليقاً على هذا الشكل، فضلاً عن حشد من تعليقات اضطرت إدارة الصفحة إلى إزالتها بسبب «شراستها الزائدة». من جهة أخرى، احتفت المدوّنة الإلكترونية لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس بتعليق فايسبوكي باللغة الإنكليزية نشره حافظ بشار الأسد على صفحته الشخصية، توعّد فيه الجنود الأميركيين «الجبناء» الذين يملكون تكنولوجيا وأسلحة حديثة متطوّرة بأن تكون سوريا مقبرتهم! إبن الـ11 عاماً نصح جنود العم سام بالإستفادة من الدروس التي لقّنها «حزب الله» لطفلتهم المدللة إسرائيل! واستهل نجل الرئيس السوري تعليقه بالقول «انتظرنا 12 ساعة، ومن ثم 48 ساعة، ولا زلنا ننتظر دبابتكم وطائراتكم التي تدّعي كذباً أنّها تنتمي للثورات، وأنّها ستقصفنا من أجل حرية كل الشعب السوري». وختم الأسد الصغير تعليقه الطويل مركداً أنّ الأميركيين «لن يجدوا سوى شعب تعلّم المقاومة منذ الولادة، ويعرف أنّ هذا هو خياره الوحيد، وسوريا باقية إلى الأبد». هنا، لفتت «نيويورك تايمز» إلى عدد التعليقات والإعجابات التي سجلت على التعليقن مشيرة إلى أنّ بينهم ما يعود إلى أبناء بشرى الأسد (شقيقة الرئيس السوري)، وأبناء معاون نائب الرئيس السوري ناصيف خيربك، وبعض المقرّبيين من العائلة الحاكمة، الذين عبّروا عن تأييدهم المطلق لحافظ. نوّه أحد المعلقين بأنّ صاحب هذه الكلمات سيكون «الرئيس المقبل»! ثم جهدت الجريدة للتأكد من هوية صاحب الصفحة، وراحت تقاطع المعلومات الشخصية المسجّلة عليها بتلك المذكورة في تحقيق نشرته مجلة «فوغ» الأمريكية عن أسماء الأسد وأطفالها في 2011، معتبرةً أنّ بعض الأخطاء اللغوية زادت من إحتمال أن تكون الصفحة لطفل بهذا العمر، إضافة إلى «إدّعاءات طفولية» تظهر في معلومات صفحته، كأنّه درس في جامعة «أكسفورد» ويلعب مع نادي برشلونة لكرة القدم. وخلصت «نيويورك تايمز» إلى أنّ مؤيدي الرئيس السوري «فعلاً» لا يخافون أميركا ويثقون بالنصر». وفي سياق متصل، تستمر أخبار الضربة الأميركية المتوّقعة على دمشق بتسيّد جميع الواجهات الإعلامية، إذ إستطاع بعض السوريين تحويل الحدث الكارثي إلى فسحة للتسلية هكذا، نشرت صفحات السوريين كاريكاتور لأوباما بأذنين طويلتين، مقرون بتعليق يحذّر جنوده من بعض المناطق السورية، وبالمثل الشعبي : «أحمض ما عندك طبوخ، ونطاح راسك بالحيط».