الفوتوغرافيا في لبنان

لم يُكتب، حتى الآن، تاريخ للتصوير في لبنان. «حول الفوتوغرافيا في لبنان ــــ قصص ومقالات» (دار كاف) هو ليس تاريخاً ثابتاً كذلك، لكنه يؤمّن للقارئ موادَّ مكتوبة ومرئيّة تغطي حوالى قرن ونصف من مسار التصوير الفوتوغرافي في لبنان. يحوي الكتاب 40 مقالاً ونصاً قدّم فيها متخصّصون وأكاديميون وفنانون قراءات تأمّليّة وتوثيقاً لممارسات أساسيّة صنعت ذاكرة البلاد البصريّة. إنّها مقدّمة وافيّة للقرّاء والباحثين على السواء. تضاف إليها الرحلة البصرية التي يأخذنا فيها، باحتوائه أكثر من 350 صورة تتنوّع بين لقطات جويّة للبنان خلال الثلاثينيات، وصور مستشرقين، وأخرى بالأبيض والأسود لمشاهد ومساحات طبيعيّة قبيل الحرب، وصوراً من ألبومات عائلية، ومشهديات الحرب والدمار في الحرب الأهليّة، ونيغاتيفات تعود إلى استديوهات مهجورة، فضلاً عن تجارب حديثة، استخدمت صور الأرشيف في مشاريعها الفنية.

دعوا الأطفال يأتون إليّ


حلّقت «دار قنبز» بكتب الأطفال بعيداً عن السائد منها في اللغة العربيّة. مصطلح الطفل لا يضع حدوداً للدار اللبنانية، بقدر ما يصبح دافعاً للجموح بالخيال والابتكار اللغوي والبصري اللذين تفتقر إليهما معظم كتب الأطفال باللغة العربيّة. لكن من قال أساساً إن اللغة العربيّة جافّة وناشفة؟ تحيي الدار الطبقات الصوتيّة والمرئيّة والملموسة من هذه اللغة. تدعو الصغار والكبار إلى الانغماس بها بالحواس كافّة كما في كتاب «أصوات الأبجديّة» الذي صدرت طبعة جديدة منه أخيراً. كتاب ممتع ينطلق من خصوصيّة لغة الضاد، التي تكاد تكون اللغة الوحيدة التي تحوي أفعالاً تكتب بحرفين مكرّرين، وتُصدر، إذا ما قُرئت ولُفظت مرّات عدّة، صوتَ الفعل نفسه. هكذا اختارت مؤسسة الدار ندين ر.ل. توما أفعالاً منها على عدد الأحرف الأبجديّة نقرأها في الكتاب: طَقْطَق، وقَهْقَه، وفَقْفَق.... علماً أنها كتبت بخطّ مبتكر يدعى خط طابتي أنجزته لارا أسود من الأشكال المدوّرة التي يسهل تلقّفها وحفظها من قبل الأطفال في عمر مبكر. أما على الغلاف الخلفي، فكتبت توما قصّة صوتيّة قصيرة مبنيّة على هذه الأفعال: «هَرْهَرْهَرْهَرْهَرْ الكعك على السجّاد...شَرْشَرْ شَرْشَرْشَرْشَرْ الماء على الأرض» لتنتهي «بِقَرن حَرْحَرْحَرْحَرْحَرْ... ».
(للاستعلام: 01/380533)

قليل من الكوميكس...


بعد كتابيها «جغرافيا» و«يوتوبيا»، رافقتهما خمس سنوات من المواجهات مع الرقابة اللبنانية، تعود«مجلّة السمندل» بهديّة قيّمة مع اقتراب الأعياد. إذ أطلقت أولى مجلّات الكوميكس للبالغين في لبنان كتابها الجديد بعنوان «تجريب». تستكمل المجلّة تجريبها في الأساليب الفنيّة والكتابية الذي صنع هويّتها منذ البداية، فضلاً عن مقاربتها للواقع السياسي والفردي، وتطرقها إلى القضايا الإشكاليّة بلا مواربة. أما العدد الجديد، فقد حرّره وأعدّه الفنان ألكس بلدي، الذي دعا 16 فناناً من لبنان والعالم، من بينهم مؤسسو المجلة وأولئك الذين رافقوها منذ بداياتها مثل لينا مرهج، وجنى طرابلسي وجوزف قاعي ومازن كرباج… إلى جانب اللغة العربيّة، هناك قصص مصوّرة باللغتين الفرنسية والإنكليزية لفنانين كوميكس عالميين مثل سيسيل كوبفلي، وجان ميشيل بيرتوياس، وموران مازار، وبيار شيلينغ، وأود باريو دي سوزا، وأليكس شوفيل وآخرين.

موسوعة فلسطين


يجب أن لا تخلو المكتبات من هذه الموسوعة. والعيد ما هو إلا المناسبة المثلى لاقتناء «بلادنا فلسطين» للمؤرّخ الفلسطيني الراحل مصطفى مراد الدبّاغ (1897 ــ 1989) التي أعادت «مؤسسة الدراسات الفلسطينية» إصدارها هذا الشهر، بطبعة منقّحة وغلاف جديد.
المجموعة التي صدرت أجزاؤها الـ 11 في بيروت بين عامي 1965 و1976، توثّق لفلسطين من الشمال إلى الجنوب، لقراها ومدنها وشعبها. معلومات وحقائق تاريخيّة وجغرافيةمسهبة تملأ فراغات الذاكرة أمام الاستلاب الإسرائيلي الممنهج للتاريخ الفلسطيني.
فيها، استند الدبّاغ إلى وثائق المؤرخين والجغرافيين العرب، والكتب والمعاجم والمجلات والجرائد العربية التي تمرّ على موقع فلسطين ومساحتها، وسكّانها وأقسامها الطبيعية، والتقسيمات الإدارية فيها، حيث تعود بنا قروناً طويلة إلى الوراء، بينما تصلنا بفترة الاحتلال الإسرائيلي، وتهجير أهلها.

الحزب الشيوعي اللبناني


غاب «الحزب الشيوعي اللبناني» طويلاً عن الشارع، لكن القضايا الاجتماعيّة الأولى والانهيار الذي يهدّد اقتصاد لبنان أعادته إليه مجدّداً. بالتزامن مع مظاهراته الشعبية التي دعا الحزب إليها كافّة اللبنانيين، لا بدّ من عودة إلى تاريخه وسنوات نضاله الطويلة. كتاب «الحزب الشيوعي اللبناني في أوراق الأمير فريد شهاب» الذي صدر أخيراً عن «دار الفارابي»، يقدّم تاريخاً مختلفاً لسنوات الحزب التسعين. يفرج معدّا المؤلّف المشترك حسن خليل وعلي مزرعاني عن تاريخ من الملاحقات والقمع في السياسة اللبنانية، وتحديداً موقف الأجهزة الأمنية من نشاط «الحزب الشيوعي اللبناني» منذ تأسيسه في عام 1924، بالاستناد إلى أوراق إحدى أبرز الشخصيات الأمنيّة اللبنانية منذ الاستقلال فريد شهاب.

المسافة هي الآخر


هذه السنة، دشّنت دار «دنقلا» أعمالها في بيروت بنشر كتاب The Distance is Always Other، الذي يحوي صوراً عرضت في غاليري «آرت لاب» للمصوّرين اللبناني نويل نصر والبريطاني كريس كوكن. الدار التي افتتحتها الكاتبة والناشرة سارة شلبي والفنان التشكيلي عبد القادري، تسعى إلى صناعة كتب تكون أعمالاً فنية بذاتها، عبر استخدم أنواع طباعة مختلفة، والاشتغال المتمهّل على التصاميم الغرافيكية. الكتاب الذي أخرجه الفنان الإيراني رضا عابديني، يضمّ صور المعرض، إلى جانب 27 صورة أخرى تأخذنا في مسارين زمنيين متفاوتين هما ماضي وحاضر المناطق والمدن اللبنانية. انطلاقاً من صو سائحين أميركيين مجهولين يدعيان آن وبوب زارا لبنان عام 1973، تقفّى كوكن ونصر بعدستهما الطريق التي اتبعاها من بيروت إلى بعلبك بعد حوالى أربعة عقود، في محاولة للبحث عن الأمكنة التي زاراها وإعادة التقاطها. هكذا حاولا إنتاج الصور نفسها في مطار بيروت، و«فندق فينيسيا»، وعاليه، وسكة القطار القديمة، والآثار الرومانيّة في بعلبك، ضمن مقاربة تظهّر التبدلات المدينية والعمرانية والشكلانية التي ألمّت بالمشهد اللبناني بعد الحرب. كما أُرفقت هاتان الرحلتان بنص «كان طيفاً يتحرّك في غبشٍ حُلُميّ بين الصور» للكاتب اللبناني فادي الطفيلي يحويه الكتاب أيضاً.

حيواناتنا الأليفة


في الاستديو الخاص به في الأشرفية، أمضى ميشال زغزغي ساعات وأياماً وأشهراً لاتخاذ صور لقطط وكلاب ذات قصة «فريدة». فأغلبية هذه القطط والكلاب أنقذها أصحابها من الشارع وتبنّوها بعدما كانت قد رُميت، وتعرّضت لعنف الإنسان المجاني في الشارع. النتيجة كانت Cattitude and the Unbearable Lightness of Woofing الأنيق ذو الجزءين (واحد مخصص للقطط، والثاني للكلاب) الذي يصوّر هذه الحيوانات في أطرف وضعيات حيناً، وأرقّها أحياناً. بهذا العمل، يشجّع المصوّر اللبناني ــ الذي جال السند والهند لتخليد كائنات الأرض بعدسته، خصوصاً تلك المهددة بالانقراض ـــ على الرفق بهذه الكائنات. علماً أنّ ريع مبيعات الكتاب يعود إلى المنظمات التي تعنى بالرفق بالحيوان (متوافر في فروع ABC)

بسّام حجّار... طيف يحيا


لعلّها الهدية الأثمن لقرّاء ومحبّي الشعر. «الأعمال الشعرية الكاملة لبسّام حجّار» صدرت أخيراً بمجلّدين عن «دار الرافدين» و«منشورات تكوين» أعدّها وقدّم لها الشاعر العراقي علي محمود خضيّر. سيقع القارئ على 13 مجموعة شعريّة للشاعر والمترجم اللبناني الراحل، نفد عدد منها من أسواق الكتب، ولم تتم طباعتها مجدداً باستثناء كتاب «سوف تحيا من بعدي» (المركز الثقافي العربي ــ 2001) الذي ضمّ ثلاث مجموعات أعاد الشاعر تنقيحها وتعديل أجزاء منها قبل رحيله. لهذا تطلّب إنجاز المجموعة الشاملة حوالى 10 سنوات من البحث والتنقيب وجمع المعلومات عن شاعر عاش كطيف وبقيت إطلالاته مقلّة وخافتة حتى رحيله عام 2009: «ما أماتني الموت/ لكنه، أحياني طيفاً/ أحياني ظلّا». تبدأ المجموعة من باكورة حجّار الشعريّة «تفسير صاحب الظلال» (1980)، ثم «مشاغل رجل هادئ جدّاً» (1980) و«كمن يخاف أن يرى» (1985) التي استهلّت فترة «البيت» وأشياءه وموائده، كما يطلق الخضيّر على المرحلة التي صار فيها المنزل وغرفه فضاءً لشعره. في المجموعة أيضاً أعمال لاحقة منها «معجم الأشواق» (1994)، و«حكاية الرجل الذي أحب الكناري» (1996)، و«كتاب الرمل» (1996)، ومجموعته الأخيرة «تفسير الرخام» (2006). إنه أفضل احتفاء بالشاعر مع اقتراب الذكرى العاشرة لرحيله، وفرصة لإعادة قراءة هذه التجربة الشعريّة المتفرّدة ضمن سياقها الشامل.

حكاية النار والدم


بعد طول انتظار، كشف الكاتب الأميركي جورج آر. أر مارتين عن روايته الجديدة Fire & Blood (نار ودم ــ صادر عن Bantam Books) في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. كما كان متوقعاً، حقق الإصدار الجديد نسب مبيعات لافتة، لا سيّما في صفوف عشّاق سلسلة «صراع العروش» المستندة إلى كتاب مارتين الذي يحمل عنوان «أغنية الجليد والنار» (1996). وفي انتظار بدء عرض الجزء الثامن والأخير من المسلسل الفانتازي الضخم الذي تنتجه شبكة HBO في الربيع المقبل، كان الجمهور على موعد مع روايته التي تأخذنا في رحلة إلى 300 عام قبل أحداث «أغنية الجليد والنار». في تلك الفترة، نجت عائلة «تارغاريان» وحدها من Doom of Valyria. تبدأ الأحدث مع الأسطورة «إيغون» الفاتح، صانع «العرش الحديدي»، وينتقل إلى أجيال هذه العائلة الذين حاربوا للحفاظ على المقعد الشهير ، وصولاً إلى الحرب الأهلية التي كادت تمزق سلالتهم. ما الذي حدث بالفعل أثناء رقصة التنين؟ ولماذا أصبح من المميت جداً زيارة «فاليريا» بعد الزوال (doom)؟ ومن أين أتت بيضات التنانين الثلاث العائدة لـ «دينيريس»؟ هذه ليست سوى عيّنة من الأسئلة التي يجيب عليها الكتاب، الصالح كهدية لأي عاشق لأسلوب جورج آر. أر مارتين أو للسلسلة التي أحدثت حمّة حول العالم!