في الرابع من نيسان/ أبريل المقبل، يصادف مرور نصف قرن على اغتيال رمز نضال الأميركيين السود، مارتن لوثر كينغ (1928 ــ 1968). بهذه المناسبة، قرّرت مجلة «ناشونال جيوغرافيك» الأميركية أن يكون عدد شهر نيسان خاصاً ومخصصاً لمناهضة العنصرية والتمييز العرقي، مشددة على أنّه «مخصّص لاستكشاف الأعراق: كيف تحدّدنا، وتفرّقنا، وتوحّدنا». وقد احتل الغلاف عنوان «أسود وأبيض» على صورة لفتاتين توأم، إحداهما ذات بشرة بيضاء والأخرى سوداء، كتب في أسفلها: «ستجعلك هذه الصورة تعيد التفكير في كل ما تعرفه عن الأعراق».وفي خطوة غير مسبوقة وغير مألوفة، أقرّت المؤسسة العريقة بأنّه في أوقات كثيرة في السابق اتّسمت تغطيتها بـ«العنصرية»، إذ أهملت الأميركيين غير البيض، وظهّرت مجموعات مختلفة على أنّها «متوحّشة»، مروّجة لـ «كل أشكال الكليشيهات»، على حدّ تعبير رئيسة التحرير سوزان غولدبرغ في افتتاحيتها التي حملت عنوان «على مدى عقود، كانت تغطيتنا عنصرية». وأضافت: «لنواجه الاستخدام المخزي للعنصرية اليوم كاستراتيجية سياسية في سبيل إثبات أنّنا أفضل من ذلك».
وشدّدت غولدبرغ على أنّها عجرت عن التعبير بعد الاطلاع على أرشيف المؤسسة، بما فيه صورة تعود إلى عام 1916 تصوّر عدداً من سكان أستراليا الأصليين مرفقة بتعليق: «زملاؤنا السود الجنوب أستراليين: يأتي هؤلاء المتوحّشون في أدنى مستويات الذكاء بين كل البشر».
طلبت «ناشونال جيوغرافيك» من أستاذ التاريخ في جامعة «فرجينيا»، جون إدوين ميسون، الاطلاع على المضمون قبل أن يؤكد أنّ المجلة ذات السلطة الهائلة «عملت فقط لتعزيز المواقف العنصرية»، مبيّناً أنّه حتى سبعينيات القرن الماضي «أهملت غير البيض، وصوّرهم فقط كعمّال أو مساعدين منزليين».
على الرغم من الإخفاقات الفاقعة، لفت ميسون إلى أنّ «ناشونال جيوغرافيك» ساهمت في تلك الفترة في تظهير أماكن مختلفة من العالم: «من الممكن القول إنّ هذه المجلة فتحت عيون القرّاء وأغمضتها في الوقت نفسه».