في خطوة جريئة من نوعها، تدّشن يوم السبت المقبل «دار الفنان» في حمّانا (قضاء بعبدا) المخصصة لفنون المسرح والفرجة، بمبادرة من روبير عيد، الذي قدم داره لتحويلها الى ملتقى للفنانين المحليين والأجانب وحاضنة لتطوير أعمالهم، على أن تتولى إدارته فنياً «مجموعة كهربا» المعروفة. بعد عام ونصف عام من الاستعدادات، يعلن وضع الحجر الأساس لهذا المكان اليوم، على أن يفتتح رسمياً في العام المقبل. الدار التي ستضمّ صالة عرض مسرحي (تتسع لـ 100 شخص) متعددة الإستخدامات لحفلات العروض والموسيقى، تفتح صيفاً في الهواء الطلق، وتعود مقفلة في باقي الأشهر. كما تحتوي الدار على صالة عرض وورشة عمل للسينوغرافيا، وسكن للفنانين، لتنمية طاقاتهم الإبداعية واللوجستية.يصف المسرحي أوريليان زوقي من «مجموعة كهربا»، هذا العمل بـ «الضخم والنادر في المنطقة». ومبادرة عيد بـ «الشجاعة»، مشدداً على وجود حاجة ماسة اليوم لإقامة مشروع مماثل يعزز اللامركزية في المناطق اللبنانية لجهة العروض المسرحية وباقي الفنون، ويكرس هدف «مجموعة كهربا» (تأسست عام 2007) المتمثل في كسر الأحادية والمركزية وملاقاة الجمهور في كل الساحات والمناطق اللبنانية، وإعطائه فرصة الاحتكاك بالفنانين المحليين، من خلال عروض الشارع. هذه المرة هذا الجمهور، ولا سيما البيروتي منه، مدعو لزيارة حمانا ودارها الفنية الجديدة، وايضاً باقي الجمعيات والقائمين على المهرجانات الفنية والثقافية المعنية والجهات المساهمة الرسمية والديبلوماسية من سفارات أجنبية، كما فعلت السفارة الفرنسية برعايتها احتفال التدشين. يشدد زوقي على تشبيك جهود كل هذه الجهات لخلق مساحة ثقافية في لبنان، وتعزيزها أكان لاعداد العروض أو لإستقبال عروض مسرحية جاهزة للجمهور.
إذاً يوم السبت المقبل وبدءاً من الساعة الثالثة عصراً، يوضع الحجر الأساس لـ «دار الفنان» في حمّانا، مع برمجة غنية ومنوّعة تجمع الثقافات من جناحيها الشرقي والغربي، وتقدم مختلف أنواع الفنون من مسرح وسيرك وحفلات طربية، بالإضافة الى عروض جوالة في شوارع حمانا. البداية مع عرض لأوركسترا «كيكيرستان» (فرنسا)، التي تقيم عروضها في الشارع منذ أكثر من ثماني سنوات وتضم في رصيدها أكثر من ألف أداء مسرحي، في أكثر من 30 دولة. «لامبيريال كيكيرستان» هو عنوان العرض الموسيقي المتوقع في حمانا (15:00). ستحوّل الأوركسترا شوارع البلدة الى مساحة من الرقص والموسيقى، مع تقديم لوحات فنية مرتجلة مستعينة بفولكلورها الآتي من بلدات آسيا الوسطى وشمال أفريقيا.
يلي هذا العرض الصاخب، تقديم «أصل الحكاية» (من إنتاج «مجموعة كهربا» والمعهد الفرنسي) الكناية عن مسرح دمى يجمع بين النحت الحيّ والرسم والحركة والتحريك والتركيب الصوتي (15:30). ومن مسرح الدمى الى أحضان الأوبرا (16:15)، مع المغنية اللبنانية إليزابيت باز، التي تمكنت في عمر مبكر من غناء الأوراتوريو.
من قصة «أوسكر وايلد»، ولدت الحكاية الموسيقية «الأمير السعيد» التي ستقدم (17:00) في حمانا، مع مجموعة موسيقيين (كمان -بيانو-تشيللو)، وممثلين ومسرحيين من بلدان مختلفة. يليها عرض «اوبتيسرك» لفرقة «لونغ شو» (فرنسا) الذي ينتمي إلى السيرك الجديد، مع عروض مذهلة تقطع أنفاس المتفرجين. وليس بعيداً عن أجواء السيرك، يقدم على أرض حمانا أيضاً عرض «تاندا» (20:00)، وهو عبارة عن إطار معلق لراقصتين فرنسيتين على أربعة حبال مشدودة، جسدهما معلق في لوحة راقصة إنسيابية رغم هشاشة هذا التوازن.
الختام يأتي بنكهة شرقية، مع الفنانة ريما خشيش وفرقتها، إذ تقدم في «المسرح الرئيسي»، حفلة تتضمن مجموعة مختارة من أعمالها التي تميزت فيها أبرزها الموشحات الأندلسية، الى جانب أغان من أسطوانتها الجديدة «فلك» التي صدرت بداية العام الحالي.

* افتتاح «دار الفنان ـ حمانا»: السبت 23 تموز (يوليو) ــ بدءاً من الساعة الثالثة من بعد الظهر ــ العروض مجانية ومفتوحة للعموم