بعيداً عن ضجّة بيروت وزحمتها، يصوّر حالياً في مدينة عاليه (جبل لبنان) مسلسل يلقي الضوء على تنظيم «داعش»، ويكشف تفاصيل الحياة اليومية في معقله الرقة السورية (شمال سوريا). نزل الممثلون في أحد فنادق عاليه، وإتخذوا من إحدى المدارس مركزاً لهم للتصوير وبناء بيوت «داعش»، على أن تدور الكاميرا في المدرسة وبعض المشاهد الخارجية. العمل الذي لا يزال قيد التصوير والإعداد، يتأرجح بين اسمين مختلفين، الأول «غرابيب سود»، والثاني «على قلوب أقفالها». وكان المخرج السينمائي المصري عادل أديب قد إختار للعمل كوكبة من نجوم الدراما العربية، لتكون البطولة الجماعية أساس العمل. لذلك، ضمّ فريق التمثيل: من مصر الراقصة والممثلة دينا، محمود الجندي، سحر علام ورامز أيمن. من سوريا حضرت الممثلة ديمة الجندي وشادي الصفدي، روزينا لاذقاني وربى الحلبي. ومن لبنان جو طراد وليزا الدبس، ومن تونس أيمن مبروك، ومن السعودية المغنية والممثلة أسيل عمران والممثل يعقوب الفرحان، وغيرهم.
يصوّر المسلسل حالياً في إحدى مدارس مدينة عاليه
من المتوقع أن يعرض العمل خارج السباق الرمضاني المنتظر على قناة mbc، على أن يبثّ في برمجة الخريف المقبلة (أيلول/ سبتمبر)، وتولّت مهمة إنتاجه شركتا «سيدرز آرت برودكشن» (صبّاح اخوان) و O3. على الرغم من تسريب اسم الكاتبة الكويتية هبة مشاري حمادة كصاحبة للعمل (سبق أن كتبت مسلسل «سرايا عابدين»)، إلّا أنّ جهات الإنتاج اقترحت اعتماد ورشة عمل لناحية النص ربما بُغية حماية الكاتبة الأصلية أو لتشعّب مصادر البحث، ما يجعل النصّ عُصارة ورشة عمل لمجموعة من الكتّاب تحت إشراف الكاتبة الرئيسة. راحت الأخيرة ترسم شخوصاً يعيشون قصصاً إنسانية متشعبة تقارب ممارسات «داعش» وارتكابها أفظع الجرائم. هكذا صار على المشاهد العربي توقع مشاهدة عمل درامي لم يتوان صنّاعه عن تجسيد مشاهد وحشية، تحاكي بقساوتها بشاعة حقيقة هذه الدولة المزعومة من القاع وتكشف ما خُفي خلف راياتها السود. تشير مصادر لـ «الأخبار» إلى أن العمل يتركز على كشف الممارسات الوحشية لأعضاء التنظيم في أحد مراكز القيادة، لتنسحب قصة تدور أحداثها خلال ستة أيام فقط نحو خيوط متشعّبة تطاول قضية تجنيد التنظيم للشباب العربي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجهاد النكاح، واغتصاب الأطفال، وتجارة الاعضاء البشرية وإعدام أسرى الحرب... حكايات جُمعت وفق شهادات حيّة لأشخاص تمكّنوا من النجاة والفرار من الرقة. على الرغم من كثافة المشاهد الصادمة والدموية التي يحويها المسلسل، إلا أنّ ظهور اسمي الممثلتين الكويتيّتين منى شداد ومرام، يبشر بنكهة كوميدية، ربما تسعف العمل من ناحية التكوين الدرامي للهروب من السواد القاتم إلى فسحة أمل ينشدها صناع العمل. أراد هؤلاء تحقيق هدف أساسي وهو تطويع الفنّ لمصلحة نشر رسالة محتواها كشف صورة واضحة للتنظيم الإرهابي، بعيداً من التشويش الذي يمارسه عبر الشبكة العنكبوتية. باختصار، من المتوقع أن يحدث المسلسل ضجّة عند عرضه، فهل يمثّل إضافة فنية قيّمة إلى الأعمال التي قاربت ممارسات هذا التنظيم؟