بيار أبي صعب
يا عبقر، ماذا جرى يا حبيبي؟ هل ظهر لك أحد في الليل بعد الخروف المحشي، وقال لك مثلاً: “أنت الصوت الهادر بين هؤلاء الرعاع والإخوان من طوائف مشبوهة!”؟. من أين فرّخ لك جناحان، ورحت تحلّق بجسدك العاري الطفولي المعجعج فوق أعداء الحياة من معتصمي الـ “داون تاون” ومنجسي طهارتها؟
الأستاذ عبقر معجب سابق بزياد الرحباني الذي كان “في فترة ما يصنع مزاج المدينة”. الآن خلص، زعل عبقر من زياد لأنه يكتب في صحيفة «محسوبة على فئة من الفئات اللبنانية» (ما اسمها هذه الصحيفة يا عبقريتو؟ هذا الولد لا يرعوي! يا مقارع الفئويّة أبسط ما تفعله ذكر المصدر الذي تتكلّم عنه). زعل عبقر من كلّ شي «في هذه المرحلة السوداء التي يشهدها لبنان». وانتفض، من موقعه في صحيفة ليبرالية غير محسوبة على فئة، ولا على خط سياسي في المنطقة. من انسان طيّب متمسكن، انقلب مناضلاً شرساً يسلّط سيفه النوراني على رقابنا، ويعطينا دروساً في التعددية وحرية التعبير والانفتاح؟ وفي الماركسية واليسار؟ وفي الطرب أيضاً؟ حتى الطرب يا عبقر؟
الأستاذ عبقر صار يعرف كيف يدخل موقع الصحيفة «الفئويّة». هكذا اكتشف أن زياد الرحباني الذي يثير حفيظة «القراء الحقيقيين» من خلال كتاباته في تلك الصحيفة، أدرك أن «القراء أحرار في قراءته كما يشاؤون» (والله!)، فـ «شرّع صدره واسعاً أمام الآراء» على الانترنت! (ولك يا حبيبي أي صحيفة عندها موقع تنشر فيه ردود فعل القراء كلّها أيّاً كانت). إنها مقالة مرجعيّة ينبغي تدريسها في كليات الاعلام، فيها نكتشف أن زياداً سحب اسمه عن أسطوانة لطيفة لأنّه يستحي بها. وأن الأسطوانة فاشلة لأنها ليست بصوت فيروز. وأن زياد الذي يقول في الكليب: «شو بو الجوّ؟»، يقصد جوّ الأغنية لا جوّ البلد!