القاهرة | تزامناً مع الفالنتاين، تطلق مريم صالح (29 سنة) أجدد أغنياتها «عاشقة الورد»، وهي إعادة توزيع لأغنية الراحل زكي ناصيف.ليست «عاشقة الورد» جديدة على الأذن، لكنها تأتي هذه المرة بتوزيع الفنان الفلسطيني تامر أبو غزالة. إنّها من التحف الموسيقية المتجاوزة للمكان والزمان، أطلقها زكي ناصيف (1916-2004) لتكون مثالاً على حالتي الوجد والرومانسية. الفنان اللبناني مايك ماسي ضمّن الأغنية ضمن ألبومه «يا زمان» بجمل موسيقية رقيقة وعصرية تقارب الزمن الذي نعيشه. هذه المرة، تجدف مريم صالح عكس التيار في إيقاع موسيقي مُغاير.

مريم صالح فنانة مصرية أعطت للأغنية المستقلة روحاً جديدة بعد ألبومها الأول «مش بغني» (2011) الذي تمكنت فيه من تلخيص طيف موسيقي وشّح «ثورة 25 يناير». شاركت مع العديد من الفرق، فأدت أغنيات السمسميّة، وكانت من أبرز من غنوا الشيخ إمام عيسى. أسهمت في تطوير الأغنية مع مشاركتها فرقاً موسيقية عدة مثل «بركة»، «طمي»، «الورشة»، «حبايبنا»، وظهرت على الشاشة في فيلم «عين شمس» للمخرج إبراهيم البطوط، بالإضافة إلى مشاركتها في الدراما الرمضانية «فرح ليلى» مع الفنانة ليلى علوي. تؤسس صالح لحالة يُمكن أن يطلق عليها المغايرة الغنائية. النشاز الموسيقي قد يصبح بحدّ ذاته ملمحاً جمالياً يمكن الافادة منه في تطوير القوالب الغنائية.
«عاشقة الورد» توزيع الفنان الفلسطيني تامر أبو غزالة
كما يغلب على أسلوبها الأداء المسرحي، فمريم تتمتع بقدرات فنية تسحب الأغنية من أطراف أصابعها إلى منطقة جديدة عليها. تلعب صالح مع الأغنية، تجعل منها واقعاً موازياً، فهي على حدّ تعبيرها «مش بتغني» لكنها تثور، تصرخ، وتحاول هدم الأسوار عن طريق الموسيقى. وجبة يمتزج فيها البوب بالروك وبعض النوتات الإلكترونية. تعاونت صالح مع العديد من الشعراء الشباب أمثال ميدو زهير، ومصطفى إبراهيم، وجعلت أغنياتها أشبه بأداء مسرحي مغلّف بالسخرية اللاذعة. أغنيات أشبه بالاسكتشات التي كان يؤديها الفنان محمود شكوكو في الستينيات. إنها انتمت لجيل كان الفايسبوك طريقه نحو الحشد لثورة اجتماعية، وكان الغرافيتي وسيلة تعبيره عن الكبت والغضب على جدران الشوارع، فجاءت الحالة الموسيقية لتترجم هذه الإرهاصات خارجةً على كل ما هو نمطي سائد.
لكن هذه المرة، مريم صالح في قالب رومانسي بالتزامن مع الفالنتاين. إن أداءها لرائعة «عاشقة الورد» هو تعبير واضح على رغبتها في تثبيت رسالة أنها فنانة شاملة ومتمكنة ذات مقدرة على توريطك بشكل ممتع في كل لون غنائي تؤديه بعد تغليفه بروح العصر. الأغنية ستنطلق في أكثر من 120 منفذاً إلكترونياً حول العالم. وسيتم تقديمها مسبقاً على iTunes. كما ستُبثّ حصرياً على عدد من الإذاعات العربية بدءاً من اليوم. في هذا الوقت، تستعد صالح لإطلاق ألبومها الجديد «حلاويلا» مع الفنان زيد حمدان. عيد الحب هذه المرة بصوت مريم صالح، لكنه انطلاقاً من عتبة زكي ناصيف. هو كما يقول على حد تعبيره: «يا ملهمة النجوى لا تنفعك الشكوى/ فحبيبك لا يهوى إلا ورد الخد». مريم صالح فنانة تحاول أن تحفر بشكل مغاير في ثقافة الأغنية البديلة الحالية، وتضيف بصوتها الأصالة الشرقية إلى الموسيقى الحديثة. هذه التداخلات الموسيقية هي مثال على ثقافة اللحظة الراهنة التي يأخذ التعبير عنها أنماطاً مختلفة لم تكن سائدة من قبل.