غريغوار حداد... مطران الفقراء والعروبة والتحرير | *عن العلمانية: هي استقلال بين ما هو للإيمان وبين ما هو للمجتمع، أي أنّ الإنسان حر بمبادئه الإيمانية، ويمكن أن يعمل من أجل المجتمع ويكون ملحداً أو مؤمناً بالله أو من فئة «لا أدري من هو الله». لكل شخص الحق في العمل مع غيره، شرط أن يقبل مبادئ الآخر والتعددية والنسبية. والنسبية تعني أنّ أحداً لا يملك الحقيقة المطلقة. الله وحده هو المطلق، والتعبير عن الله في الأديان نسبي. والقول إن الدين المسيحي وحده الدين الأكثر تطوراً على هذا الصعيد أمر خاطئ، فالمسيح لا يقول ذلك، بل يقول: «يأتون من المشارق والمغارب ومن الشمال والجنوب ويتكئون في ملكوت السموات». وهذا يعني أنّ لكل إنسان الحق في أن يكون له ضميره الذي يجعله يلتزم الأرض عملياً، من دون أن يكون هناك قمع أو استئثار.

• عن إلغاء الطائفية السياسية في لبنان: علينا العودة إلى اتفاق الطائف الذي يقضي بتشكيل هيئة وطنية لإلغاء الطائفية، ومجلس الشيوخ الذي يتمتع بالصفة التمثيلية للطوائف. وهذا يعني أننا باقون محلنا، وأن الطائفية باقية، حتى لو أصبح كل النواب لاطائفيين. إذا أبقينا شيوخاً طائفيين، لا نكون قد وصلنا إلى مكان. العلمانية ليست مستحيلة، بل صعبة جداً، وتتطلب ايماناً كبيراً، ورجاءً كبيراً، وصبراً كبيراً.


• عن الإسلام وتعايشه مع المبادئ العلمانية: الإسلام لم يبدأ ديناً ودولة، بل بدأ إيماناً ومجتمعاً بدوياً. لم تكن في البداية دولة بالمعنى الحالي. وأحبّ النبي محمد، صلّى الله عليه وسلّم، أن يصير لديه معاونون أو صحابة. وقد جمع في شخصه الأمرين. وعندما ذهب إلى عند الله، أحب كثر أن يكملوا وراءه، واكتشفوا أنه يمكن أن يجمعوا الأمرين، على أن يكون كل منهما مستقلاً عن الآخر. وجاء الأمويون والعباسيون، وكانت دولة لوحدها، وصار المؤمنون يعملون وحدهم. لذلك الشيعة هم تيار إيماني، ويمكن، لو أرادوا أن يعملوا جدياً، أن يكونوا من يحررون الدين الإسلامي من طغيان السياسة على الإيمان. غير أن ذلك يتطلب وقتاً طويلاً، لكن الإمكان موجود. العلمانية يمكن أن تحرر الأديان من شوائبها، بحيث تلتقي معاً بعد تحررها.

* عن قانون الانتخابات الأمثل في لبنان: القانون المناسب هو الذي يعتبر لبنان كله دائرة واحدة. كل مواطن يجب أن يعطي رأيه بكل المرشحين، لا أن يحصر صوته بمنطقته فقط. هكذا نتجاوز الطائفية بشكل جذري.


* عن حكمته: إيمان بالله وإيمان بالإنسان. الإنسان يجسد الله على الأرض. والمسيح أعطانا المثل. «كنت جائعاً فأطعمتموني، وغريباً فآويتموني...». الإنسان هو الله على الأرض. والله تجسد، والتجسد كلمة يصعب على بعضهم فهمها. وبه رفع معنويات الإنسان وأعطاه الكرامة الكبرى، وجعله على صورته ومثاله.