بيروت تأخّرت على مئويّة لوتشينو فيسكونتي (١٩٠٦ ــــ ١٩٧٦)... لكنّ «الأكاديميّة اللبنانيّة للفنون الجميلة» ALBA، تحتفي هذه الأيّام بالمعلّم الإيطالي. خمسة أفلام من روائع فيسكونتي تعرض في نسختها الأصليّة (٣٥ ملم) في «أوديتوريوم الألبا»، إضافة إلى معرض بعنوان «فيسكونتي ١٠٠ عام» يضمّ مجموعة صور وملابس ومجوهرات استخدمت في أعماله. فيسكونتي الأرستقراطي الشيوعي، واضع اللبنات الأولى لما عرف بـ«الواقعيّة الجديدة» التي يجسّدها فيلم «الأرض تهتزّ» (1948، هذا المساء، ٧ ونصف)، كان مغرماً بالأوبرا. لكن السينما حبّه الأكبر، حمّلها هواجسه الجماليّة والوجوديّة... ليقول تلك الانعطافة التي تفصل بين مرحلتين وعالمين. فيلم الأمس «الفهد» (١٩٦٢، السعفة الذهبيّة في كان، مع بورت لانكاستر، كلوديا كاردينالي، ألان دولون)، يختصر ذلك الشرخ بامتياز، من خلال شخصيّة الأمير دي سالينا الذي يقبل صاغراً، بعد دخول غاريبالدي إلى صقليا، بالتحالف مع البورجوازيّة الجديدة.
وإذا كان فيسكونتي قد صوّر «الأرض تهتزّ» في ديكور طبيعي مع ممثلين غير محترفين، ليحكي عن بؤس الصيادين وعمال المناجم والفلاحين في صراعهم من أجل البقاء... وواصل نهجه الواقعي مع Belissima (١٩٥١، مع آنا مانياني ـــ ٦/ ٥)... فإنّه مضى في أعمال أخرى إلى نوع من البذخ الجمالي المستعار من قصور طفولته.
«موت في البندقيّة» (١٩٧١ ــــ مع ديرك بوغارد وسيلفانا مانغانو وبيورن أندرسين، ٨/٥)، اقتباس لرواية توماس مان المستوحاة من حياة غوستاف مالر. من منا لا يذكر مشاهد البروفيسور العجوز إيشنباك مطارداً المراهق تادزيو في شوارع المدينة التي ضربها الوباء؟ و«لودفيغ، أو غروب الآلهة» (١٩٧٣ ــــ مع هيلموت بيرغر، ٧/ ٥) فيلم عن العظمة في لحظة انهيارها، من خلال شخصيّة لويس الثاني، آخر ملوك بافاريا الذي يرتمي في أحضان الملذات، ويعيش مثليّته الجنسيّة كلعنة من السماء. بعده بسنة صوّر فيسكونتي فيلمه الوصيّة «لوحة لمشهد عائلي»، عن البروفيسور العجوز (بورت لانكاستر) كاره الناس، الذي اجتاحت بيته عائلة شيطانيّة، لتقلب حياته رأساً على عقب.
بيار...


جامعة الألبا: السابعة والنصف مساءً حتى الجمعة ـــ للاستعلام: 01/502370