بيار أبي صعبلكن الفضيحة لا يجوز أن تكون حكراً على فريق دون آخر. خبطة الرئيس المرّ، تشاء «المصادفات» أن تتلوها خبطة أخرى تطاول خصمه السياسي النائب إبراهيم كنعان الذي ينتمي إلى مشروع سياسي وعدنا بتجديد المؤسسات ومكافحة الفساد الإداري والمالي. المواجهة طبعاً مسرحها التلفزيون، إنما من دون إثباتات قاطعة هذه المرّة. برنامج يعنى بكشف ملفّات «الفساد» تقدمه غادة عيد على «الجديد». هنا أيضاً يبدو الموقف في منتهى العبثيّة: مواطنون «مساكين» باعوا أصواتهم ولم يقبضوا ثمنها ـــــ على ذمّة البرنامج الذي لم يتثبّت من شيء ـــــ وسمسار (بروكر في لغة الرأسماليّة الحديثة) يطالب بـ«حقوقه» المهدورة بكل وقاحة، بوجه مكشوف أمام كاميرات التلفزيون. الرجل غاضب كأي إنسان هضم حقّه، ويعتبر ما فعله كوسيط بين شاري الأصوات وبائعيها، وما يطالب به من مال مقابل الصفقة، أموراً في منتهى الطبيعيّة والشرعيّة. وبرنامج واسع الانتشار على قناة رصينة، يعطيه الكلمة لا كظاهرة، بل كشاهد محترم وصاحب حقّ، من دون أي تدقيق في ادّعاءاته، أو تأمين الغطاء القانوني... وإعلاميّة تنسى دورها كوسيط، فتصبح طرفاً، فمحامية ادّعاء، بل تصدر الحكم اليقين في الجريمة ومرتكبيها... ثم تتلذذ ـــــ بعدما صارت هي محور الحلقة ـــــ في مشاجرة بليدة على الهاتف مع النائب كنعان الذي فقد أعصابه بشكل مؤسف، وراح يكيل الشتائم والاتهامات جزافاً من دون مراعاة لحرمة الفضاء العام وتقاليد الحوار.
أخواتي المواطنات وإخوتي المواطنين، ترقّبوا المزيد. ابقوا ساهرين على الشاشة... فمسلسل الديموقراطيّة ما زال في بداياته!