بعد ألف ليلة وليلة، سكتت شهرزاد عن الكلام المباح. صفح عنها شهريار قبل أن تفرغ كل ما في جعبتها من حكايات الجان والسلاطين. على خشبة المسرح الصغير في «مسرح المدينة»، تطوّعت مجموعة «لبن» للبحث عن «حكايات شهرزاد الضايعة».في هذا العرض المسرحي الارتجالي، تخترع المجموعة حكايات سقطت سهواً من كتاب الأساطير الشهير. هنا، ليس هناك نصّ معدّ مسبقاً. كل ما هو مطلوب عنوان يعطيه الجمهور مع بداية العرض، قبل أن يدخل رافي فغالي وشانت كابكيان وريما جريش وفرح بيطار لعبة الارتجال المباح. في ديكور مستوحى من أجواء «ألف ليلة وليلة»، وبملابس سوداء «لا تشتّت تركيز المشاهد»، يجهد المؤدّون الأربعة لخلق مواقف كوميدية من العدم، بمرافقة أشرف الشولي على العود. قد يتحوّل شانت إلى أرنب، ورافي إلى مارد، وريما إلى صرصور، وفرح إلى ابن ضال في عصابة.
هذا العرض جزء من مشروع «لبن» التي تسعى إلى «ترسيخ مهارات الارتجال داخل المجموعات وفي أماكن العمل»، وفق رافي فغالي. أسّس الممثل الشاب «لبن» إلى جانب شانت كباكيان. بعد مشاركاته المتكررة في «المهرجان الدولي للمسرح الارتجالي» (أمستردام)، ألهمته الحرفيّة العالية للفرق العالميّة، وقرر نقل تلك المهارات والتقنيات إلى الساحة المحليّة.. تعرّف فغالي إلى تيم أور، أحد أعضاء ثلاثي 3 for all الأميركي، المعروف في مجال الارتجال. ومطلع العام الحالي، أدار أور ورشة إعداد فريق من ممثّلين ارتجاليين في لبنان، على أن يعود إلى بيروت في زيارة ثانية قريباً. وقد يشارك الممثل الأميركي في إعداد منهاج «مدرسة فنون الارتجال التي نطمح إلى تأسيسها»، يخبرنا رافي.
بادرة تصل متأخرة قليلاً إلى العاصمة اللبنانيّة، بعدما بدأت قواعد المسرح الارتجالي تترسخ بين الخمسينيات والسبيعنيات في شيكاغو وسان فرنسيسكو مع عرّابي هذا الفن أمثال فيولا سبولن، وكيث جونستون، وديل كلوز...
سناء...

10:00 مساء غد ـــــ «مسرح المدينة» (المسرح الصغير). للاستعلام: 03/588824