لا يكاد يمرّ يوم واحد من دون أن تنشر الصحافة المصرية خبراً عن مسلسل «ملكة في المنفى»، إذ يملك المنتج إسماعيل كتكت إدارة إعلامية ناشطة قادرة على الرد سريعاً على كل الشائعات التي تطارد العمل، وخصوصاً تلك التي اتهمته بالإساءة إلى الملك فاروق وشاه إيران محمد رضا بهلوي. لكنّ هذا الحضور الصحافي الكبير لم ينجح في جذب الجمهور إلى المسلسل. والمشكلة ليست في المستوى الفني لـ«ملكة في المنفى»، بل غالباً ما تتمتّع هذه الأعمال بالحد الأدنى من الإمكانيات الفنية، وخصوصاً مع خبرة فريق العمل في مسلسلات السيَر. لكن يمكن القول إن أسباباً أخرى أسهمت في غياب الاهتمام الجماهيري عن المسلسل ومعه الاهتمام النقدي. أبرز هذه المشاكل عرضه فقط على شاشة «التلفزيون المصري» و«روتانا خليجية»، وهو الأمر الذي قلّل من فرصة متابعته. أما السبب الثاني فهو زحمة المسلسلات الرمضانية. يضاف إلى كل ما سبق أن نادية الجندي لا تُعدّ من النجمات الرمضانيات بالنسبة إلى مشاهدي الدراما. بل اعتاد هؤلاء مجموعة معيّنة من النجوم أبرزهم يحيى الفخراني، يسرا، إلهام شاهين وليلى علوي، إلى جانب نجوم شباب في الفترة الأخيرة. وقد استطاع هؤلاء النجوم جذب شريحة كبيرة من المشاهدين الذين ينتظرونهم كل عام.كذلك، فإنّ الجندي تُعدّ من الممثلات اللواتي طغى طبعهن الخاص على أي شخصية يقدّمنها. هكذا يدرك الجميع أن الملكة نازلي ستظهر في العمل كما تريدها الجندي لا كما يروي التاريخ.
والأهم أن المنافسة في مجال السيَر عنيفة هذا العام. فمسلسل «الجماعة» نجح في جذب الجمهور منذ الحلقة الأولى. وتدور أحداث هذا العمل أيضاً في مرحلة حكم الملك فؤاد زوج الملكة نازلي وولدها الملك فاروق. كذلك، فإن وجود ملكة أخرى هي «كليوبترا» التي تعرض على مختلف القنوات، وتحظى بإعجاب كثيرين بسبب جماهيرية سلاف فواخرجي، أضعفت فرص الجندي في المنافسة الجدية في السباق. ولا يقتصر تفوّق «كليوبترا» على نازلي على هذه الأسباب فقط، بل إن كليوبترا تُقدّم في الدراما للمرة الأولى عكس نازلي التي سبق أن أدّت دورها بتألّق وفاء عامر في مسلسل «الملك فاروق» قبل أعوام. كذلك يدخل السباق يحيى الفخراني بمسلسل له طابع تاريخي هو «شيخ العرب همام».
وبالتالي، يمكن القول إن الساحة لم تكن خالية من الأساس أمام نادية الجندي التي تحتاج بكل تأكيد إلى مرحلة ما بعد رمضان حتى يقوّمها الجمهور الذي لم يضع «ملكة في المنفى» على قائمة المسلسلات المفضّلة في رمضان هذا العام.
محمد...


وحدة قياس جديدة

تنبّهت الصحف المصرية أخيراً إلى وسيلة جديدة لقياس جماهيرية المسلسلات، وهي زيارة المواقع الشهيرة التي يُحمّل الجمهور عليها الحلقات التي لم يتابعها على شاشة التلفزيون. وتكشف هذه المواقع عدد المرات التي حُمّلت خلالها المسلسلات، وهو ما يعكس برأيهم مدى الاهتمام بهذا العمل أو ذاك. وفي مقارنة بسيطة، يتبيّن أن تحميل الحلقة السابعة من «ملكة في المنفى» بلغ 997 مرة فيما حُمّلت الحلقة السابعة من مسلسل «شيخ العرب همام» مع يحيى الفخراني 6922 مرة. أما مسلسل «الكبير قوي» فأكثر من 40 ألف مرة!