بدعوة من منظمة «غرينبيس» و40 جمعية محلية ودولية، التقى ناشطون من 100 دولة في العالم في أحد أحراج الصنوبر ببلدة حمانا الجبلية (قضاء بعبدا) ضمن فعاليات مخيم «العدالة المناخية». المخيم الذي اختتمت فعالياته أمس، عُقد للسنة الثانية بهدف التوعية البيئية لمخاطر التغيّر المناخي المتسارع الذي يشهده الكوكب.
طوال سبعة أيام، شهد المخيم ورش عمل وحلقات نقاش حول التثقيف البيئي لمواجهة الكوارث الطبيعية وتجريف الأراضي الزراعية وتصحّر المساحات الخضراء وانقراض بعض الكائنات الحيّة بسبب تداعيات الاحتباس الحراري الناتج من زيادة الانبعاثات من الغازات الدفيئة التي تصدرها المعامل الضخمة حول العالم.

مخيّم إعداد القادة الشباب استبق قمة المناخ COP28 المزمع عقدها في الإمارات العربية المتحدة في تشرين الثاني المقبل. وفي هذا الإطار، تؤكّد مسؤولة الحملات في «غرينبيس- الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، كنزي عزمي، أنّ المخيم جمع مشاركين من أميركا اللاتينية وجنوب وشمال أفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي وجنوب شرق آسيا. وتوضح أنّ من أبرز أهداف المخيم «خلق وحدة وتواصل بين الشباب من أجل توحيد الرؤى تجاه قضية العدالة المناخية خاصّة العالم».

تغيير القوانين العالمية وصناعة نظام عالمي مراعي للبيئة من ضمن أبرز الأهداف التي يسعى إليها هذا المخيم، عبر الضغط على قوى التغيير العالمية من أجل إعطاء أهمية وأولوية أكبر للشأن البيئي والذي يتغافل عنه النظام العالمي الجديد وتحديداً معظم دول عالم الشمال التي تُعطي أولوية للاقتصاد والتطوّر والتوسّع على حساب بيئة الكوكب والتي تؤدّي بطبيعة الحال إلى خلق «لا عدالة» على الصعد كافة ومن ضمنها الشأن البيئي.

تقول المشاركة رين متلج (مهندسة ومستشارة بيئية) إنّ المخيم «فسح المجال للدول من العالم الثالث بأن تعبّر عن نفسها خاصّة الدول الأفريقية التي تُعاني مشاكل جدّية مرتبطة بالتداعيات المناخية المرعبة، حيث شكّل منبراً لهم كي يعبّر ممثلو هذه الدول عن تحديات بلادهم الكثيرة».

أمّا المشاركة المصرية هاجر البلتاجي، الباحثة ومسؤولة المساحات الإبداعية، فتعتبر أنّ المخيم «وفر تمكين الشباب المشاركين وإعطائهم القوة والمعرفة والقدرة العلمية من أجل تفعيل الحراك تجاه القضايا البيئية في مجتمعاتهم وتحصيل التأثير والتغيير نحو بيئة أفضل وسلوكيات مراعية للبيئة».

ومن بين الفعاليات، أنجز بعض المشاركين، بالتعاون مع الفنان اللبناني بيار عبود، تمثالاً يجسّد اليد كشعار للمخيم. وبحسب روي أبي رعد (18 سنة) يهدف التمثال إلى «إيصال رسالة تضامنية عبر وضع رمز من كلّ بلد مشارك كرمز للوحدة العالمية».