نظّمت مؤسسة «عامل الدولية» وجمعية «أطباء بلا حدود»، بالشراكة مع «مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين» (UNHCR) بإشراف من وزارة الصحة، أوّل حملة لقاحات في مخيمات اللاجئين السوريين في كلّ من البقاع والجنوب. بهدف الحدّ من تفشي «كورونا» وحماية الفئات الأكثر ضعفاً في لبنان.
لا تقتصر حملة التطعيم هذه على تلقيح المستفيدين فقط، بل تساهم في زيادة الوعي والإدراك بكل ما يتعلق بـ«كورونا». إذ أن الحملة تتضمن إلى جانب الفريق الصحي، فريقاً ميدانياً مهمته تقديم معلومات عن أهمية اللقاح ومدى فعاليته في التخفيف من خطر الإصابة بالفيروس. ومن ثمّ يتم توجيه الأشخاص إلى مراكز التلقيح، حيث يُسجّلون على المنصة الخاصة بوزارة الصحة (في حال عدم تسجيلهم سابقاً). وقبل تلقي اللقاح، تتم معاينة الأشخاص من قبل الطبيب للتأكد من أنه يستوفي الشروط اللازمة لأخذ اللقاح بطريقة آمنة.


وتعكس الحملة جزءاً من فلسفة المؤسسة التي تناضل منذ أكثر من 40 عاماً لتأمين الحق في الوصول إلى البرامج الصحية للجميع بشكل عادل من دون تمييز بين الأفراد، وبمعزل عن اختياراتهم وانتماءاتهم الدينية والسياسية والجغرافية. كما أنها تأتي لتؤكد على الدور الريادي الذي تقوم به مؤسسة عامل، بالتعاون مع شركائها المحليين والدوليين، في الحفاظ على النسيج الاجتماعي اللبناني ومنع تفكّكه.

هذا التعاون بين «عامل» والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان، ووزارة الصحة، ليس الأول من نوعه في هذا المجال. فمنذ بداية انتشار الجائحة في كانون الثاني من العام المنصرم، تمكّنت «عامل» من إطلاق غرفة اتصالات طوارئ داخل وزارة الصحة العامة بالتعاون مع مفوضية اللاجئين العليا وبإشراف برنامج الترصّد الوبائي، وإجراء حملات الفحوصات الخاصة بفيروس «كورونا» في المناطق الشعبية وداخل المخيمات، وفضلاً عن إطلاق حملة الزيارات المنزلية التي تتضمن تقديم الرعاية الصحية لمصابي كوفيد-19 والتي تمكنت «عامل» من خلالها من الوصول إلى ما يزيد عن 4000 مصاب في عدة مناطق حتى اليوم، وتقديم الأدوية اللازمة والدعم الصحي والنفسي. لذا تشكل حملة اللقاحات اليوم جزءاً من مسار رسمته «عامل» والتزمت به مع الفئات الشعبية منذ بداية الأزمة.

والجدير بالذكر أن «عامل»، المؤسسة المدنية غير الطائفية، مستمرة من خلال مراكزها الـ28، وعياداتها النقّالة الست، ووحدتين تعليميتين نقالتين ووحدة حماية أطفال الشوارع المنتشرة في لبنان، بمساندة الفئات الشعبية الأكثر ضعفاً والسعي الدائم لتأمين الحقوق الأساسية وبناء دولة العدالة الاجتماعية.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا