ترتفع، سريعاً، الإصابات في إيران بفيروس كورونا الجديد، إذ وصلت إلى 95 شخصاً، توفي منهم 16، وفق تصريح مدير العلاقات العامة في وزارة الصحة كيانوش جهانبو، أمس، فيما كانت المفاجأة أن من بين المصابين مساعد وزير الصحة إيرج حريرجي.انتشار الفيروس، المتمركز في مدينتَي قم وطهران، مع تسجيل حالات فردية في محافظات أخرى مثل همدان و جيلان، دفع السلطات إلى اتخاذ سلسلة إجراءات وقائية. فأقفلت المدارس والجامعات، وفرض الحد من التجول وتعقيم محطات المترو والحدائق العامة بشكل يومي. كما أطفئت جميع برك المياه والشلالات وأغلقت الأكشاك التجارية، سواء في محطات المترو أو في مناطق عامة.
وأمس، وجّه الرئيس حسن روحاني كلمة متلفزة للشعب، أعلن فيها إنشاء لجنة وطنية لمكافحة كورونا بالتعاون مع القوات المسلحة، وأفاد بأن التقارير تشير إلى تراجع ملحوظ في عدد اللاجئين إلى المراكز العلاجية جراء الإصابة، وزيادة في عدد من غادروا المستشفيات بعد تحسّن وضعهم الصحي، وتوقّع بأن الأمور ستبدأ بالتحسّن اعتباراً من السبت المقبل. وشدّد على أن «انتشار الخوف بين أفراد المجتمع ما هو إلا مؤامرة يحيكها أعداؤنا»، رافضاً استغلال الأزمة لـ«تخزين المواد الضرورية»، ووعد بأن مصانع مواد التنظيف والتعقيم والكمامات ستعمل على مدار 24 ساعة.
أما خارج الحدود، فقد تهافتت الدول على وقف أيّ نوع من العلاقات مع إيران، وأعلنت تركيا إغلاق حدودها البرية وتعليق الرحلات الجوية. كما أغلقت أرمينيا حدودها لأسبوعين وعلّقت حركة النقل الجوي، بالإضافة إلى أفغانستان التي حظرت السفر، وكذلك فعل الأردن والكويت وأذربيجان والسعودية التي علّقت سفر المقيمين. وفيما انخرطت بكين وطهران في تعاون مشترك لمواجهة تفشي الفيروس، بحسب ما أعلنت الخارجية الصينية، لم تخف واشنطن رغبتها في استغلال الأزمة. إذ أعرب وزير الخارجية مايك بومبيو، عن شعور بلاده بـ«قلق بالغ» من «المعلومات التي تشير إلى أن النظام الإيراني ربما أخفى تفاصيل حيوية عن التفشي في ذلك البلد». وزاد: «على كل الدول، بما في ذلك إيران، قول الحقيقة بشأن فيروس كورونا والتعاون مع منظمات الإغاثة الدولية».
توقّع روحاني أن تبدأ الأمور بالتحسّن اعتباراً من السبت


أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران حسين روي وران، لا يخفي لـ«الأخبار» تشكيكه في خلفية مقاطعة بعض الدول واستياءه من استغلال الإجراءات، وخصوصاً أن إيران ضحية الفيروس كغيرها من الدول وليست المصدر، موضحاً أن كورونا وصل إلى قم كونها «تضم 800 إلى 900 تلميذ صيني حملوا معهم هذا الفيروس»، نافياً شائعة أن من حمله «تاجر إيراني كان في الصين». ويضيف «الدولة اتخذت جميع الإجراءات اللازمة؛ فالمدارس والجامعات الآن معطلة بشكل كامل، وتقوم وزارة الصحة بالكشف على المواطنين وتوزيع حصص مجانية تحتوي على كمامات ومعقمات وفاحص حرارة وغيرها، بالإضافة إلى تعقيم جميع طرق وممرات المدن في المحافظات كافة». ويشير إلى أن الفرق الطبية تعمل على إيجاد حل جذري، وأن البلاد شهدت حالات شفاء جراء الكشف المبكر عن الفيروس.
خبير العلاقات الدولية حسن هاني زاده، لفت في حديث إلى «الأخبار» إلى جانب سياسي آخر للأزمة، وهو «العقوبات الاقتصادية المشددة المفروضة على البلاد والتي تعرقل عمليات الحصول على الدواء إن وجد، أو حتى المشاركة في الأبحاث العلمية مع بعض الدول التي تخشى أميركا، بالإضافة إلى محاولة إفراغ الأسواق الإيرانية من الأدوات التي تساهم في مكافحة الفيروس كالكمامات وغيرها ومنع عمليات التصدير لهذه الأدوات إلى الداخل الإيراني».
في هذا السياق، دشّن طلاب الجامعات الإيرانيون في الخارج حملة جمع تواقيع على رسالة للأمين العام للأمم المتحدة تطالب بإلغاء الحظر الأميركي المفروض على استيراد الدواء، وتناشد السماح للرعايا الإيرانيين في الخارج بإرسال مساعداتهم إلى وطنهم.