10 طلاب فقط من أصل 45 طالباً في الفرع الخامس في صيدا سيتابعون الماسترـ 2 في العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية. فالباقون قالوا إنهم سيتوقفون عن متابعة دراساتهم العليا أو سيتحولون إلى اختصاصات أخرى، احتجاجاً على قرار مجلس الكلية بتدريس مادتين في مركز عمادة المعهد في بيروت هما: الابستمولوجيا أو علم المعرفة، والميتدولوجيا أو المنهجية. لا يجد الطلاب الذين يأتون إلى صيدا من مناطق النبطية وصور ومرجعيون وحاصبيا سبباً واحداً مقنعاً لهذا الإجراء، يبرر تكبدهم عناء اجتياز هذه المسافة الطويلة من أماكن سكنهم، خصوصاً أنّ تدريس هذه الشهادة ليس مركزياً بالكامل، وباقي مواد الاختصاص تعطى في الفروع في المناطق.
بعض الأساتذة فوجئوا بالإجراء الذي لم يقنعهم أيضاً، سائلين عن الهدف من مركزة التدريس إذا كان هناك أساتذة يدرّسون هاتين المادتين في كل الفروع، بل إنّ الطلاب أخذوا جزءاً من المادة في الماستر ــــ1، و «هل المشكلة أنّ مجلس الكلية غير راضٍ عن مستوى الأداء في الفروع أم ماذا؟».
لعميدة المعهد مارلين حيدر رأي مختلف، إذ تؤكد «أننا نطبق هذا الإجراء للسنة الثانية، ومتمسكون به أكثر من أي وقت مضى لنجاح التجربة العام الماضي». وتشرح أنّ هاتين المادتين رئيسيتان لأهميتهما في البحث العلمي الذي يرتكز عليهما عمل المعهد، وهما مادتان مشتركتان بين كل اختصاصات العلوم الاجتماعية، وتتطلبان حضور عدد من الندوات العلمية (seminars).
عمادة الكلية:طموحنا العودة الى المركزية لتعزيز العمل البحثي


ميزة هذا التدبير، بحسب حيدر، أنّه يوفر التفاعل وتبادل الأفكار والتجارب بين الطلاب من كل الفروع، مستغربة أن «يرد كلام عن صعوبة الانتقال على لسان طلاب ماستر يفترض أنّ لديهم طموحا في متابعة دراساتهم وأبحاثهم، في حين أن قرارنا مدروس جداً، إذ حصرنا تدريس المادتين في يوم واحد فقط في الأسبوع».
حيدر تذكّر بأنّه جرى تدريس الماستر ـ 2 بكل موادها لمدة 4 سنوات في العمادة ومن ثم انتقلت إلى الفروع بفعل ضغوط مختلفة على خلفية الأوضاع الاجتماعية للطلاب، فيما «طموحنا اليوم هو العودة إلى المركزية والعمل على نقاط الضعف لتعزيز العمل البحثي في المعهد».