في وقت يتركز فيه التصويب محلياً على بواخر الطاقة التركية العاملة في لبنان منذ أكثر من أربع سنوات، يظهر كلام مستجد عن بعض الشركات الجديدة التي تقدّمت بطلب دفتر الشروط من وزارة الطاقة اللبنانية للدخول في المناقصات. أبرز هذه الشركات، التي يتم تداول اسمها، هي شركة APR Energy الأميركية، والتي ذكرت المعلومات أن السفيرة الأميركية في بيروت إليزابيث ريتشارد تدخلت شخصياً لدى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري من أجل دعمها، تحت عنوان المطالبة بالمساواة بين حظوظ العارضين.
تتخذ شركة APR Energy من فلوريدا مقراً لها. المعلومات المتوافرة عنها تظهر أن حصة كبيرة من ملكيتها، أكثر من 30%، تعود إلى كلّ من وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبريت، والملياردير الأميركي جورج سوروس.
في عام 2011 تملك سوروس وأولبريت حصة ضخمة في الشركة المتعثرة حينها عبر صندوق استثماري بلغت قيمته نحو 250 مليون دولار، ثم تمّت زيادة حجمها لاحقاً لتصل إلى أكثر من مليار دولار بعد أربع سنوات.
سوروس، هذه الشخصية الأسطورية التي لا يستطيع أحد أن يجيب بدقة عن التساؤلات الكثيرة المثارة حولها. الملياردير الأميركي البالغ من العمر 87 عاماً يحاصره الاتهام في الكثير من دول العالم باعتباره «الشبح» الذي كان سبباً في انهيار العديد من اقتصاديات العالم. بدءاً من كونه «الرجل الذي حطم بنك إنجلترا» عام 1992، من عملية مضاربة كبّدت الاقتصاد البريطاني خسائر فادحة، مروراً بأزمة دول النمور الآسيوية عامي 1997 و1998، وأزمة بنك سوسيتيه جنرال في فرنسا، وليس انتهاء بالتهرّب الضريبي في كازاخستان. وهو متهم بدعم «اللوبي الصهيوني»، من خلال مؤسسة «المجتمع المفتوح» التي يرأسها والتي تمتلك فروعاً في أغلب البلدان.
بحسب ما نشره موقع ويكليكس، تكشف 25000 وثيقة على الموقع أن سوروس هو «رئيس الظل» للولايات المتحدة، وصانع سياساتها الخارجية في أكثر من 100 دولة، يسعى لفرض أجندته السياسية الخاصة التي يؤمن بها ويحارب بكل قوته من أجلها. وفقاً للوثائق فإن لـ «سوروس» نفوذاً كبيراً داخل البيت الأبيض وفي الحزب الديمقراطي من خلال عدة مؤسسات يمتلكها كمجموعة الأزمات الدولية والمجتمع المفتوح والتقدم وغيرها.
في سياق متصل، قالت مصادر مواكبة لملف الكهرباء إن وفداً من شركة Middle East Power (مجموعة تحسين خياط) زار تركيا منذ أيام، حيث عقد سلسلة لقاءات في المركز الإقليمي لشركة MAN الألمانية المتخصصة في الصناعات الميكانيكية الضخمة بغية البحث مع الشركة في إمكانية تصنيع بواخر لإنتاج الطاقة وأكلاف العملية والمدة الزمنية التي يحتاج إليها المشروع كي يصبح جاهزاً. وأكدت المصادر أن الشركة الألمانية أبلغت الجانب اللبناني استحالة تجهيز باخرة طاقة في أقل من فترة عام.
وقبل أيام أيضاً، ذكرت مصادر أن ممثل شركة APR في لبنان عزّام وردة صرّح علانية في أروقة مؤسسة كهرباء لبنان أنه «سيخبر الشيخ سامي الجميل كي يفضح ما يجري في موضوع مناقصات الكهرباء». من حينه، تشتد الهجمة على الشركات الأخرى بوتيرة متصاعدة، فهل يدخل سوروس وأولبريت لبنان من نافذة الكهرباء؟