نيويورك | جنون الورد يجتاح تصاميم ربيع وصيف 2012، ما يعيدنا إلى زمن جميل: الـ Flower Power، وباصات «الفولزفاغن» الهيبية المزيّنة بالورود، وتظاهرات السلام في بيركلي. وفي عامنا الحالي، التقت الـ Flower power بالتكنولوجيا الرقمية، لينتجا رسوماً ونقوشاً مطبّعة على الأقمشة. وقد أفسح ذلك مجالاً لتعاون جديد بين المصممين والفنانين. هناك اتجاه جديد يقضي بدمج ثلاثيّ الألوان، والتكنولوجيا.
موضة الأقمشة المطبّعة بالورود والرسوم ليست جديدة. أوّل من ابتكرها المصممة الإيطالية إلسا شياباريللي، منافسة كوكو شانيل في العشرينيات. تعاونت إلسا مع رسامين أمثال دالي، فطبعت رسوماتهم على تصاميمها لتصبح أشبه بلوحات.
أما في تصاميم ربيع وصيف 2012، فقد تعاون جايسون وو، المصمّم الأميركي المفضّل لدى ميشال أوباما ونجمات البساط الأحمر، مع فنان الغرافيتي كاوس لإدخال رسوم وُرَيقات ورد متناثرة على تصاميمه.

كذلك، استلهم المصمم برابال غورونغ نقوش الورد من مجموعة sensual flower للمصوّر الإيروتيكي الياباني نوبويوشي آراكي، إذ اعتمد غورونغ نقوشاً وردية بنفسجية مفكّكة بدت رائعة. ثاكون استخدم الورود المزركشة والألوان المبهرجة على أقمشة لامعة، فبدا متأثّراً بأسلوب اليابانية الطليعية كواكوبو. كما استخدم المصمم آلتوزارا نقوشاً وردية «هاواينية» Hawaiian نبضت حيوية.

بروانزا شوللر بدوره اعتمد شكل أزهار الجزر وألوانها الصيفية الفاقعة كالأصفر والأزرق. أما الثنائي رودارتي كايت ولورا مولافي، فاستعمل أزهار دوار الشمس انطلاقاً من لوحة فان غوغ Sunflowers. أما J Crew فجاءت تصاميمه مرقطة بالورود بالكامل، ما يعدّ خطوة جريئة. أما ماري كاترانتزو، فاستحضرت مناظر الطبيعة في الغابات الاستوائية بأبعاد ثلاثية تخال نفسك في محمية «الأمازون».

خير من ألف دعاية



سجّل المصمّمون اللبنانيون نجاحاً باهراً على البساط الأحمر في حفل «غرامي أووردز» 2012 بعدما ارتدت ستّ نجمات تصاميمهم. إذ ظهرت كاتي بيري في فستان أزرق سماوي من تصميم إيلي صعب، بينما ارتدت تايلور سويفت وكايت بكنسايل فستانين من تصميم زهير مراد. كان فستان سويفت ذهبيّاً مزخرفاً، أما ثوب بكنسايل فكان قشدياً قصيراً. كما ارتدت الشقية باريس هيلتون فستاناً أبيض محدّد الخصر بحزام ذهبي من تصميم باسيل صودا، وارتدت كيلي أزبورن فستاناً فضياً ذا كتف واحد من تصميم طوني ورد، وجيوليانا رانسيس فستاناً أسود قصيراً من تصميم جورج شقرا.

من المعروف أن هناك تنافساً حادّاً بين المصمّمين على النجمات لإقناعهنّ بارتداء تصاميمهم على السجادة الحمراء. ويعدّ ظهور نجمة مشهورة على السجادة الحمراء في أحد التصاميم أكثر فعالية من صرف ملايين الدولارات على الدعايات. على سبيل المثال، لمع نجم المصمم اللبناني زهير مراد عالمياً بعدما ارتدت جنيفر لوبيز فستان «السندريللا» الفضي الذي أذهل هوليوود. من جهة أخرى، يعزو جيورجيو آرماني نجاحه إلى ارتداء النجم ريتشارد غير أزياءه في فيلم American Gigolo. يضيف آرماني إن غير كان العارض المثالي نظراً إلى أحاسيسه وشخصيته التي تمزج بين التمرّد والأناقة.

في المقابل، تساعد التصاميم اللافتة النجوم على التألق في عالم الفن والشهرة. على سبيل المثال، كان ارتداء JLo الفستان الأخضر المفتوح حتى أسفل البطن من تصميم فرساتشي أكثر الفساتين شهرة، ما عزّر مكانتها في عالم الجمال والأناقة. كذلك أطلق فستان فرساتشي الأسود المعروف بـ«الدبوس الذهبي» نجومية إليزابيت هيرلي وجعلها وجهاً عالمياً.
حنان ...



أسبوع حافل

شهد هذا الأسبوع عدداً كبيراً من عروض الأزياء المهمّة حول العالم. ولعلّ أبرزها كان أسبوع الموضة في مدينة ميلانو الإيطالية التي عرض فيها عدد من المصممين مجموعاتهم لخريف وشتاء 2012، وأبرزهم موسكينو، وروكوباروكو، وفاندي. أما سلطنة عُمان، فشهدت حدثاً آخر هو أسبوع الموضة في العاصمة مسقط، حيث عُرضت تصاميم لعدد من المصممين المحليين والعرب، مثل العُمانيتين نوال الحوتي وهناء الوهيبي، والثنائي أمل المكتوم ورغدة تريَم (الصورة من أحد تصاميمهما). أما الحدث الثالث هذا الأسبوع، فكان معرض تجارة الملابس الداخلية الذي احتضتنه نيويورك. وقد ضمّ هذا العام حوالى 300 مصمّم.

لندن تخرج من كلاسيكيّتها

هل حقاً خلع أسبوع الموضة في لندن ثوبه التقليدي ليصبح أكثر «تحرراً» من التقاليد التي تحكم فعالياته منذ سنوات؟ يبدو الجواب عن هذا السؤال إيجابياً، وهو ما أكّدته الصحف البريطانية التي رأت أن هذا التغيير خطوة إيجابية. وقد اختتمت عروض أسبوع الموضة في لندن أخيراً بعدما قدّم أكثر من مصمّم مجموعته لخريف وشتاء 2012. ومن بين هؤلاء «بيربيري»، وألكسندر ماك كوين، وفيفيان وستوود. وقد حضر هذه العروض عدد من النجوم البريطانيين والأميركيين، مثل إميليا فوكس وروني وود.