لم تستطع ماجدة الرومي أن تتقن لغة السياسة عندما حلّت ضيفة أول من أمس على برنامج «كلام الناس» الذي يقدّمه مرسيل غانم على قناة lbci. كان جلياً أنّ الفنانة اللبنانية شعرت بالخوف من اتخاذ موقف واضح، فكانت رمادية إزاء كل ما يجري في الدول العربية. طغى التردّد على تعابير المطربة، ولم يُعرف سبب صوتها المرتبك. هي تعرف جيداً أنّ لعبة السياسة أكبر منها ولا تخطر في بالها. هي لا تفكّر في الترشح للانتخابات النيابية المقبلة ولا تحسد من يجلس على كراسي الزعامة. عندما أعلنت lbci أنّ الرومي ستحطّ رحالها في «كلام الناس»، عرف المشاهد أنّ لديها ما تُعلنه. افتتحت حوارها بإطلاق «حركة اللاتطرف» التي رست عليها بعد مشاهدتها أحداث عرسال التي ذهب ضحيتها شهيدين من الجيش اللبناني، ودعت الفنانين ليكون صوتهم جامعاً لقضايا الوطن ورافضاً للتطرف على أنواعه. لم تمرّ ثوان على إطلاق الصرخة، حتى تحوّل تويتر وفايسبوك منبراً لكل مَن يؤيّد الفكرة، وكما جرت العادة، فقد هبّ راغب علامة لتأييد «اللاتطرّف»، وكيف لا والمطرب يتشابه مع زميلته في رأيها السياسي الفضفاض ومحبتها للفقراء والوطن والجيش؟ لم تخبرنا الرومي كيف ستطبّق تلك الخطوة، فهل تكفي عباراتنا المنمّقة فقط بينما التطرف يفتك بمجتمعنا؟
تخرج الماجدة قليلاً من عباءة تصنّعها الكلامي عندما تتحدث عن الخوف من التطرّف الذي يجتاح العالم العربي. تنتقي كلماتها بدقة، عندما تجد أنّ المستفيد الوحيد من التطرف هو إسرائيل التي تعتبرها العدو الوحيد. تحاول ألا تميل كفّة ميزان أفكارها إلى جهة واحدة. رغم دبلوماسيتها الواضحة، هي قارئة فطرية للأحداث السياسية ولا تنقصها سوى الشجاعة للتعبير عن موقفها. في موضوع مشروع اللقاء الأرثوذكسي للانتخابات، لم تخجل من القول إنّها عندما قرأت المشروع، شعرت للوهلة الأولى أنّ «الفرج أتى أخيراً» لأنّه يعيد التمثيل الصحيح للمسيحيين، لكن بعد فترة اكتشفت أنّ ذلك قد يؤدي الى تقسيم اللبنانيين، فبات مرفوضاً لها. عندما وصل الكلام إلى العالم العربي، وضعت الماجدة جانباً شعاراتها الفضفاضة، وتحدثت بغصّة. صحيح أنّها «تحترم رأي الشعوب في تقرير مصيرها»، إلا أنّها ذكّرت بأنّ لعبة الأمم حاضرة هنا، وهذه مشكلة حساسة. ورأت أنه لا أحد يستطيع تدجين الشعب التونسي لأنّه «يشتري بطاقات المسرح قبل رغيف الخبز»، فيما رأت أنّ مصر تتعرّض لتغيير مسار. لم تبد الرومي متفائلة بما يسمّى «الربيع العربي»، وخصوصاً ما يجري في الجوار. رغم مآخذها على «الأخطاء التي ارتكبها السوريون في لبنان»، قالت إنّها لا تستطيع أن ترى بلداً يموت ولا تتأثر بمشهد طفل هارب من الدمار. وقالت إنّها تشعر أنّ العودة للغناء في الشام لا تزال بعيدة، وفي الوقت نفسه أعربت عن خشيتها من تحوّل دمشق نسخةً ثانيةً عن بغداد، مطالبةً اللبنانيين بالتعاطف الانساني واستقبال النازحين السوريين لأنّهم «ضيوف». إضافة إلى خطابها الذي حمل زلات عدة، مثل عدم التفريق بين النظام والشعب السوري، وقعت الرومي في فخّ المبالغة والمثالية عندما تحدّثت عن الفقراء ووقوفها الى جانبهم. حكت عن تأثّرها بالأب بيار صديق الفقراء والمهمّشين. لكنّ الكلام الجميل لا يُغني عن الفعل، فما هي مخططات الفنانة لتخفيف مشكلة الفقر في لبنان؟
19 تعليق
التعليقات
-
لمازا مابعرف ليش بعض المعلقين مع اللى اسمه زكية الديرانى بتهجموا على السيدة ماجدة وليش كل ها الحقد على سيدة غنت من اجل لبنان وساعدت الفقراء ومن شيمتنا نحن اصدقاء ماجدة لن نشتم حدا وهزا يكفيكم
-
صدق ماجدة الرماديفي هذا الزمن الذي يصدق فيه الكاذب وبكذب فيه الصادق صعب على الكثيرين ( كامثال السيدة زكية الديراني مع احترامي لها ) استيعاب فكرة الوسطية ونبذ العنف والتطرف التي تحدثت عنها ماجدة من واقع تجربة ومعايشة. بكل بساطة وبمنتهى البساطة ماجدة انسانة عادية تحاول ان تعيش بتوازن في هذه الدنيا المائلة عاشت ازمنة حرب وسلم وهدنة عاشت في وطن وغربة وعاشت بين عائلة اثرت حياتها ثقافة وفن وعلم ومعرفة ودين كونت في الاخر هذه الشخصية التي لا ترى في هذه الحياة الا انها اختبارات لارداة الانسان في الترفع عن كل الصغائر التي من شانها ان تحط من كرامته وتقلل من انسانيته ليسمو ويعلو بروحه وجسده لدجات الصفوة .. ماجدة باختصار الصورة الانسانية التي افتقدناها واندرثت مع مرور الايام وماصرنا نؤمن او نصدق بوجودها اصلا بل نعتبرها من حكايات الف ليلة وليلة لان ما انطبع في مخيلتنا حاليا صورة مغايرة لما يفترض ان يكون عليه الانسان .. تحية لماجدة الانسان .........
-
تناقض صارخ يا زكية!تناقض صارخ يا زكية! من الأول للآخر مقال متناقض و التجريح اللي فيه بعبّر بس عن "موقف شخصي إذا ما قلنا كره أو حقد".. بتقولي "لكنّها بدت فعلاً تحمل همّ الوطن" و "تنتقي كلماتها بدقة، عندما تجد أنّ المستفيد الوحيد من التطرف هو إسرائيل التي تعتبرها العدو الوحيد" و "هي قارئة فطرية للأحداث السياسية" إلخ و بعدين بتمك قلتي ما بدها تشتغل سياسة! طيّب على أي أساس حكمتي إنا "رسبت في السياسة".. و صراحة أسلوبك تقيل لما بتقولي إنو "رأيها السياسي الفضفاض ومحبتها للفقراء والوطن والجيش؟ لم تخبرنا الرومي كيف ستطبّق تلك الخطوة، فهل تكفي عباراتنا المنمّقة فقط بينما التطرف يفتك بمجتمعنا؟" إنو سخافة اللبنانيي أو ٨ أو ١٤؟ هيدا مأخذك؟ و بالنسبة للفقرا شو طالع بإيدا غير الحفلات الخيرية و توظيف صوتا لما يبطلب منا؟ ما تكوني بدك منا تلاقي حل عجز عنو حتى الأنبيا و الخبراء الإقتصاديينةو السياسيين؟ ولله ضحكتيني! و بالنسبة للتطرف هيئتك ما سمعتيها لما حكيت عن الشحن الإعلامي اللي هوي برأي كل الحريصين عالوطن أكبر محرض عالتطرف. نصيحة ارجعي احضريها بتمعن يمكن تنصفي نفسك و تنصفيها!
-
صوتها ومثاليتها كتيرصوتها ومثاليتها كتير مزعجين... نيال الكاتبة كي استطاعت تتحملها كل المقابلة... بهنيكِ... جديًا...
-
يحسب للسيدة ماجدة أنها لميحسب للسيدة ماجدة أنها لم تعلن عن وقوفها إلى جانب النظام بوضوح كما هو متوقع بسبب تدينها الشديد.
-
غريب جداًالحقيقة أنو أنا ما فهمت كلام كاتبة المقال. خصوصاً بالحديث عن سوريا لأنو الست ماجدة فصلت تماماً بين الشعب والنظام وقالت "هدول الناس الهربانين ما خصن بالسياسة". والرأي "الرمادي" على حد تعبير الكاتبة رمادي فقط للناس اللي بيهمها التحزيب والانتماء الطائفي. ماجدة صوت جامع للناس ولو كان بدها تصير وتتصور كانت بتدخل عن جد بلعبة السياسة. نحن العرب منشكي ومنبكي من تدهور الوضع الثقافي والاجتماعي والإنساني ولما بتطلع سيدة عظيمة متل ماجدة بتحكي كلام موزون منهاجمها. المخلوقة ما بدها تكون طرف بأي نزاع بدها تكون صوت للخير والسلام. ليش صعب نصدق هالكلام؟
-
ست زكية بستغربست زكية بستغرب هجومك المستمر على ماجدة وما بعرف شو هدفك! بمقالات سابقة أتحفتينا بأخبار سخيفة عن بعض "الفنانين" مثل تعليقاتن وقت العاصفة! يا ترى شو كان الهدف الراقي من هيك مقالات؟ رفعتيلنا مستوانا الثقافي أو خففتي من حدة الفقر بلبنان لما بتنقليلنا سخافات الفنا-ليونيرية؟ إنت مصرة إنو ماجدة ثرية و بتتفلسف عن الفقر! غريب! باخدك على بيتا لما تحبي و بقعدك تحكي معا لتشوفي إنا أصدق كتير من ما بتتخيلي.. و بعدين بتضلك تسألي شو الخطوات الفعلية؟ طيب بتنسي إنها فنانة و ما كتير بيطلع بإيدها غير إنو تحكي لتوعي! الباقي عليكن تحكو مع أهل السلطة و المال. كان أزبط لو انتقدتي مارسيل اللي جرب يزجّا بزواريب ضيقة مع إنو كان عندا كتير تحكيه عن "اسرائيل" و عن ضرورة الوحدة لمواجهتها..