يُقال إنّ زيادة النجاح عن حدّه تغيّر المعادلة أحياناً! هذا ما يحدث حالياً في كواليس التحضير للجزء الثاني من مسلسل «العتاولة» (كتابة هشام هلال، وإخراج أحمد خالد موسى، وإنتاج صادق الصباح). اعتمد المسلسل الذي حقق انتشاراً واسعاً في رمضان 2024 على بطولة جماعية تصدّرها الثلاثي أحمد السقا، وطارق لطفي، وباسم سمرة. ورغم غياب المنطق عن العمل برمّته، إلّا أنه حقّق قبولاً شعبياً كبيراً، وخصوصاً مع تراجع المنافسين، مثل مصطفى شعبان وأحمد العوضي، فضلاً عن غياب محمد رمضان وعمرو سعد عن دراما شهر الصوم. الأمر الذي أسهم في صدور قرار إنتاج جزء ثانٍ، قبل بثّ نصف حلقات الموسم الأوّل.

وعلى خطٍ موازٍ، استغلّ «موسم الرياض» ورئيس مجلس إدارة «الهيئة العامة للترفيه» المشرفة عليه، تركي آل الشيخ، نجاح العمل الدرامي ليضيف في الحلقة الأخيرة عبارات معيّنة تشكّل إعلاناً للحدث السعودي المدلّل!
أوقد هذا القرار الفتنة في الكواليس أثناء تصوير الحلقات في رمضان الماضي، ما أدى إلى تغيير واضح في الخطوط الدرامية. فرفض المؤلّف هشام هلال إجراء عدد من التعديلات التي تسمح ببقاء بعض الشخصيات على قيد الحياة أو تمدّ في خطوطها الدرامية بهدف ضمان وجودها في الجزء الثاني.

أمّا أحمد خالد موسى، فاستجاب للضغوطات، ولا سيما تلك التي تلقّاها من الممثلين الذين طالبوه باستمرار ظهورهم على الشاشة في عام 2025. الأمر الذي ولّد ثغرات لاحظها المشاهِد قبل الناقد، لكن من دون أن تؤثّر على جماهيرية المسلسل ونهايته. فقد كانت نهاية البطل عيسى الوزان (باسم سمرة) محيّرة، إذ لم نعرف ما إذا كان توفي في حادث سير أم أنّه سيبقى على قيد الحياة. وإن كان الخيار الأخير هو الأقرب إلى المنطق. فما من «عتاولة» من دون عيسى الوزان، ونصّار وخضر فتيحة (أحمد السقا وطارق لطفي).



وفيما ضَمن معظم الممثّلين الرجال حضورهم في الموسم الثاني، اختلف الوضع بالنسبة إلى الممثّلات! هكذا، أُعلن في الحلقة الأخيرة عن وفاة سترة من دون تصوير مشهد الوفاة، ليتبيّن لاحقاً أنّ الممثلة فريدة سيف النصر التي تجسّدها رفضت إصابة الشخصية بالشلل في العمل وامتنعت عن التصوير.
كذلك، أدّى التغيير في نهاية شخصية عائشة (مي كساب) إلى غياب الأخيرة عن الموسم الثاني، بعدما قتلت خميس (صلاح عبد الله)، أب نصّار فتيحة الحقيقي، ما ترك الجمهور في دهشة! وانتهى العمل بالقبض عليها من الشرطة التي لم تظهر في المسلسل سوى هذه المرة فقط. مع العلم أنّ كلّ الأحداث تدور في فلك حرب العصابات. ولم يجد صنّاع الجزء الثاني مبرّراً لظهورها كضيفة شرف بسبب استحالة خروجها من السجن، الأمر الذي دفع كسّاب إلى الاعتذار عن العمل برمته رغم محاولات إقناعها.

وهذا ما دفع صنّاع «العتاولة 2» إلى البحث عن نجمة أخرى بهدف إحداث التوازن مع حنّة (زينة)، زوجة نصّار فتيحة. وتشير المعلومات التي حصلنا عليها إلى أنّ المفاوضات جارية حالياً مع روبي لتجسّد دور تاجرة مخدّرات تدخل صراعاً مع آل فتيحة والوزان، ما رسم علامات استفهام حول طبيعة ما قد يحدث في الكواليس بين روبي وزينة في حال موافقة الأولى، ولا سيّما في ما يتعلّق بمساحة ظهور كليهما.

وفي الوقت الذي أُعلن فيه فعلاً عن التعاقد مع الممثلتَيْن ميمي جمال ومريم محمود الجندي (من بطلات الجزء الأوّل) على الظهور في الجزء الثاني، لم يُكشف بعد عن باقي الفريق، باستثناء المؤلّف الجديد مصطفى جمال هاشم الذي حلّ بديلاً من هشام هلال. أو بمعنى أدقّ، البديل الذي سيحوّل طلبات جهة الإنتاج والنجوم إلى مشاهد قابلة للتصوير، من دون أن يغيب عنها المنطق إلّا قليلاً.