ظلّت شركة إنتاج أغاني الراي الشهيرة «ديسكو مغرب» طويلاً في دائرة الضوء مع إطلاقها مسيرة بعض من أشهر مغنّي هذا النوع الموسيقي الذي نشأ في وهران غرب الجزائر، قبل أن يطويها النسيان... إلى أن شهدت أخيراً زخماً متجدداً بفضل أغنية ضاربة للمغني «دي جاي سنايك».ويقول صاحب الشركة، بوعلام بن حوى (68 عاماً)، لوكالة «فرانس برس»: «لديّ الكثير من الذكريات الموسيقيّة، الكثير من الذكريات مع مغني الراي، لقد مروا جميعاً من هنا». أنتجت «ديسكو مغرب» أول أعمال الشاب خالد والشاب مامي والشاب حسني والشابة زهوانية، وغيرهم الكثير من نجوم الراي الذين استمع إليهم الشباب من أنحاء البلاد في الثمانينيات على شرائط كاسيت.
لكن «ديسكو مغرب» لم يعد فقط اسم متجر وشركة إنتاج موسيقي، بل بات أيضاً عنوان أغنية فرنسية جزائرية من أداء «دي جاي سنايك» (36 عاماً).
ويقول المغني ومنسق الأسطوانات الذي نشأ في فرنسا على يدي أم جزائرية، واسمه الحقيقي وليام سامي غريغ حسين، إنّه أراد تكريم المتجر الأسطوري الواقع في أحد أزقة مدينة وهران.
ومنذ النجاح العالمي لأغنية «ديسكو مغرب» التي بات عدد مشاهداتها يناهز 80 مليوناً على يوتيوب بعد أقل من ثلاثة أشهر على إطلاقها، يتوافد جيل جديد لالتقاط صور سيلفي أمام المتجر الذي بقي مغلقاً سنوات طويلة، ولقاء مالكه.
وكشاهدة على العصر الذهبي لموسيقى الراي، تتكدّس شرائط الكاسيت على رفوف أحد جدران المحل منذ أعوام، وتنتشر في زوايا أخرى أجهزة صوتية قديمة.
لم يستخدم معظم الشباب اليافعين شرائط الكاسيت سابقاً، لكن يعلو السرور محياهم وهم يلتقطون الصور مع بن حوى أمام شرائط الكاسيت وأسطوانات الفينيل.
وبعد انقطاع طويل، سيصبح المتجر في وهران «ملتقى للفنانين ولاكتشاف المواهب الجديدة»، وفق بوعلام بن حوى، السعيد بالتعاون مع منسق الأسطوانات الشهير. ويؤكد الرجل أنّ الفنان الشاب «ليس مجرد مغنّ، إنه مثل فرد من عائلتي لأني وجدت فيه صفات رجل عظيم، إنه رجل متكامل، يتعاطف مع ذوي الدخل المتواضع وهو نفسه نشأ في تلك الظروف».
وكتب «دي جاي سنايك» عبر حسابه على تويتر أنّه يعتبر «ديسكو مغرب» أشبه بـ «جسر بين أجيال وأصول مختلفة، تربط شمال أفريقيا والعالم العربي وما وراءهما... إنها رسالة حب لشعبي».
وفي هذا الإطار، يرى بن حوى أنّ «دي جاي سنايك» ساهم في تحقيق شهرة عالمية لمدينة وهران، ما جعل الناس يرغبون في زيارتها.
وينقل شريط الفيديو المرافق لأغنيته والممتد لأربع دقائق، مشاهد من الحياة اليومية ولقطات لحفلات زفاف وشباب على دراجات نارية.
واعتبر مستخدمون كثر للشبكات الاجتماعية في الجزائر أن هذا العمل يروج لبلدهم أكثر بكثير مما يفعله المحترفون في القطاع السياحي المحلي.