خلال الأيّام الماضية كان علينا البحث مليّاً عن اسم حسام السيلاوي ليتّضح أنّه مغني أردني من مواليد 1993 انطلق خلال السنوات الخمس الماضية، متكئاً على السوشال ميديا ليحصد الملايين من المتابعين والمعجبين والمستمعين! ورغم أنّ جمهور الطرب الأصيل أو المعاصر بقالبه الرصين في الشام لم يسمع باسم الرجل، إلا أنّه أقام الدنيا ولم يقعدها عندما حضر إلى سوريا قبل أيّام وبعدما تزاحم مئات المراهقين في مسرح دمّر المكشوف لحضور حفلته، وراحت المقاطع تنتشر سريعاً عن حالة بكاء شديدة وهستيرية لدى بعض معجباته اللواتي لم يصدّقن أنهن سيحصلن على صور تذكارية معه. فيما تحوّلت إحدى تلك المعجبات لحالة تندّر ذكوري مقيت، بسبب شكلها وطريقتها في التعبير رغم أنّها لا تزال طفلة. كذلك، سجّلت بحسب الأخبار المتناقلة حالات إغماء عديدة في الحفل نتيجة التزاحم الشديد. بعدها على الفور تباينت الآراء بحدّة: فبعض الفنانين والأصوات المتابعة على الفايسبوك كتبت «معلّقات نقدية» توكل فيها إلى نفسها مهمّة الدفاع عن الجيل الشاب، وتخلق مقارنات بين الاهتمامات الموسيقية بحسب الحقب الزمنية المتلاحقة، وما تفضّله من أنواع الغناء وطريقة الاستماع، فيما هاجم آخرون الحفلة وصاحبها وتهكّموا على الحالة بالمطلق وعلى من دافع عنها، من ناحيتهم وجدت فئة مغايرة ضالّتها في الدفاع المحقّ عن الفتاة التي تعرّضت إلى سخرية وضيعة في شكلها ومضمونها، رغم أنّها لم تؤذ أو تزعج أحداً، ومع ذلك وضعتها عدسات الإعلام الجديد في فوّهة المدفع، وسط البحث المحموم غير المشروط عن التريند، وتخلّت عنها سريعاً عندما أصبحت هدفاً لنيران العنصرية والسخرية المشوهة.بكل الأحوال، السيلاوي باق ومستمّر وسيتمدد وسيقيم حفلات جماهيرية في محافظة سوريّة غير دمشق وسيلحقه مغني المهرجانات المصرية عمر كمال بحسب تداولات الصحافة. طبعاً، لا يهم إن كان السيلاوي يغنّي نشازاً، طالما سبقه على سبيل المثال مواطنه المعتزل أدهم النابلسي، الذي كان يبرع في النشاز ومع ذلك حقق جماهيرية طائلة، وانقسم الرأي العام حول اعتزاله وطريقة إعلانه له. ليس هذا فحسب، بل إنّ القائمة تطول وتضم كبار نجوم الغناء العربي الذين يغنّون بشكل غير صحيح، ويبرعون في النشاز والإساءة للأذن الموسيقية!