كان متوقعاً أن يُعرض مسلسل «فتح الاندلس» (ورشة كتّاب وإخراج محمد العنزي) الذي يتناول قصة القائد المغربي طارق بن زياد خلال رحلة الفتح الإسلامي للأندلس أثناء ولاية موسى بن نصير في عهد الدولة الأموية، على العديد من القنوات في شهر رمضان. لكن العمل التاريخي الذي يجمع النجمين اللبنانيين رفيق علي أحمد وبيار داغر والنجم السوري تيسير ادريس وغيرهم، لم يكن له حظ الحصول على نسبة توزيع لافتة. هكذا، إكتفت بعض القنوات ببثّ المسلسل، ومن بينها قناة «الأولى» المغربية. بعد مرور الحلقات الأولى من العمل، بدأت الحملات تتوالى ضدّه، متهمة إياه بـ«تشويه الحقائق». لم يتوقف الامر عند هذه الخطوة، بل وصل الأمر الى البرلمان المغربي.فقد تقدّمت الكتلة النيابية لحزب «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية» المعارض بكتاب إلى محمد مهدي بنسعيد «وزير الشباب والثقافة والتواصل»، بشأن ما يثيره المسلسل من انتقادات حول «تغيير الوقائع التاريخية». وإعتبرت أن المسلسل «لا يولي أهمية للتراث المغربي، وللحقيقة التاريخية للبطل. كما لم يشارك فيه سوى ممثل مغربي واحد ولا يعطي تفاصيل عن شخصية طارق بن زياد الأمازيغي».
على الضفة نفسها، تقدّم مجموعة من المحامين بدعوى إلى رئيس المحكمة الابتدائية في الرباط، ضدّ «الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية»، معتبرين أن المسلسل الذي أخرجه وأنتجه الكويتي محمد العنزي، أنتج وصوّر خارج المغرب من دون مشاركة أيّ مغاربة.
من جانبه، ردّ المخرج الكويتي محمد العنزي في تغريدة له، قائلاً إن «محاولات البعض لتحجيم قادة إسلاميين مثل طارق بن زياد بأقاليم حددها لنا اتفاق «سايكس بيكو» لن تفيد. إن طارق وغيره من قادتنا إرث لأمة المليار ونصف المليار مسلم، لا لدولة معينة أو إقليم».