رغم أن الدراما المصرية تتطرق دائماً إلى الطلاق وحضانة الأطفال، إلا أنها المرّة الأولى التي يضع فيها مسلسل («فاتن أمل حربي» ــ تأليف إبراهيم عيسى وإخراج ماندو العدل وإنتاج شركة العدل جروب/cbc) يده على جرح الكثير من النساء. اللافت أن العمل يحدث بلبلة منذ عرض حلقته الأولى، لأنه لا يمرّ على حضانة الاطفال مرور الكرام أو يعرض نتائجها بشكل سريع، بل يفنّد تلك القضية بشكل دقيق من جميع النواحي الدينية والاجتماعية. تبدأ الحكاية عندما تتطلق فاتن (نيللي كريم) من زوجها سيف (شريف سلامة)، فتعيش معها إبنتاها. لكن القصة لم تنته هنا، بل تبدأ عند تضييق الخناق على فاتن من خلال حرمانها من منزلها وممتلكاتها، وصولاً إلى حرمانها من طفلتيها.
هكذا، تنطلق فاتن في تفنيد قانون الحضانة، وتغوص بأعماقه وتطالب بحق المطلقات بكل جرأة. يبرع ابراهيم عيسى في تعرية القانون الذي يحرم الأم من حضانة أطفالها. فقد عالج الكاتب المثير للجدل، تلك القضية بكل جرأة، بعيداً عن مهادنة أي جهة أو سلطة. فقد خطّ عيسى حوارات ملغومة، وعرّج على الامور الدينية التي شرّعها بعض الشيوخ ضد حقوق المرأة.
ففي إحدى الحلقات، تقابل تونا (كما تلقّب في المسلسل) الشيخ يحي (محمد الشرنوبي) وتطلب منه تفسيراً حول الفتوى الدينية التي تسقط حضانة الاطفال، في حال قررت المرأة الزواج مجدداً. يقدم لها الشيخ تلك الفتوى، ولكنها لا تقتنع مختتمة حديثها بالقول «بأن الله عادل ورحيم ولن يحرم أمّاً من أولادها».
لاحقاً، تكرّ سبحة المشاهد التي تواجه فيها فاتن تلك القضية، وتقول في أحد مشاهدها «أنا عاوزة أرفع دعوى على قانون الأحوال الشخصية»، في إشارة إلى محاولة لتعديل ذلك النظام القاسي.
على الضفة نفسها، يعتبر بعضهم أن نيللي ضربت المحاكم الدينية في صلبها، عندما رفعت الصوت بوجه ظلم المطلقات. وأجمعت التعليقات على صفحات السوشال ميديا، بأن الممثلة المصرية حملت لواء المظلومات في الدول العربية عموماً، ولا بدّ من أن يصل صدى صوتها لأعلى المراكز في ذلك القانون لتغيير نظام الحضانة.