لم يتوقع الفنان السعودي محمد عبده أن تفتح الصحافة موضوعاً مرّ عليه الزمن، يتعلق بالهجوم الذي شنه على الفنان العراقي كاظم الساهر في برنامج «العراب» الذي قدّمه نيشان قبل سنوات على mbc. إجابته في المؤتمر الصحافي الذي عقد في «قصر الفنون» في الرباط في مناسبة مشاركته في «مهرجان موازين 13» اتسمت بالارتباك الشديد، ونسيان اسم الفنان العراقي السعودي الجنسية ماجد المهندس، وتهرب واضح من أسئلة الصحافيين. ربما لم يعلم عبده أنّه قبل أيام قليلة من مؤتمره الصحافي وعلى الكرسي والطاولة نفسيهما، أجاب الساهر على الموضوع ذاته بطريقة دبوماسية وترفع كبير عن المهاترات. إذ قال: «الذي يجمعنا هو الاحترام، ويجب أن نكون قدوة للشباب لأنّنا في الواجهة. لسنا ملائكة. في داخلنا غضب وقسوة وتناقضات، وعادي إذا أخطأنا بحق أحد، أن نعتذر. أكنّ الاحترام للكلّ، ولن أجيب أكثر لأنّي أُسأل دائماً هذا السؤال ولكن ليس لديّ سوى المحبة للجميع». توقع الصحافيون أن يستغل «فنان العرب» بدوره الفرصة للاعتذار أو ترطيب الأجواء على الأقل، خصوصاً أنّ كلا الفنانين يشاركان في مهرجان واحد ويقدمان حفلتيهما على المنصة ذاتها أي «منصة النهضة» في الرباط. لكنّ عبده لم يعتذر، بل كرّر الانتقاص الفجّ مانحاً لنفسه الحقّ، لأن الساهر لم يستجب لدعوة وجهت اليه للمشاركة في «مهرجان الجنادرية»، على «خلاف الفنان ماجد المهندس الذي بادر وأخذ حظ السبق في المشاركة والتقى بالجمهور السعودي».
وعن تقييمه لصوت الساهر، أجاب عبده على سؤال وجهت له الصحافية في جريدة «الخبر» المغربية خديجة بوعشرين: «لم أقل إنّ صوته ليس حلواً، لكن لو كان صوته أحلى لكنا قد أصبنا بالجنون». الصحافي في قناة «زوم. ان. تي. في» الهولندية محمد الأمين سأل عبده: «هل كنت سترضى لو قيّم فنان عربي محمد عبده وقال إنّه لو كان صوته أحلى؟ هل كنت سترضى عن هذا النقد؟» وأضاف: «بصراحة هجومك على الساهر جعلك تخسر كثيراً من جمهورك في العراق». ردّ عبده هنا بأنّ النقد والجدال جيدان ما داما بعيدين من التجريح، وأنّ التنافس مقبول ما دام يُقبل بحسن نية مثل التنافس الفني الأبيض الذي استمر فترة بينه وبين «استاذه» طلال المداح. وهي إجابة في غير محلها، لأنها ترتبط بفنانين من بلدين مختلفين وتحكمهما حساسيات لا تتوافر في المهاترات التي خاضها عبده ضد الفنان الكبير الراحل طلال المداح. وحين سأله صحافي عن الحضور النسوي في «مهرجان الجنادرية»، قال: «نحن محظوظون أنّهم يسمحون للرجال بالغناء في هذا المهرجان».
بعيداً من رأي عبده بصوت الساهر، الا أنّ اتخاذ موقف من فنان عربي في مستوى الساهر لعدم استجابته للمشاركة في «الجنادرية» هو موقف تعسفي يضمر تبعية الفنان لمهرجان رسمي لم يكن له طموح دولي. هذا الطموح اختلقه عبده من دون أن يراعي أنّ أغنيات الساهر موجهة أصلاً للمرأة أي العنصر الذي لا حضور له في الجنادرية. وكان عبده أكثر جنادريةً من الجهات المنظمة لهذا المهرجان الفلكلوري، مثلما كانت بعض الصحف اللبنانية التي استشهدت بتقييم عبده في أفضلية ماجد المهندس على الساهر أكثر سعودية من محمد عبده نفسه. الصحافة المصرية سألته عن تقييم مماثل لعبده قبل سنوات حين قال إنّه أفضل من عبد الحليم حافظ، فرد «فنان العرب»: «لقد دفعت ثمن هذا التصريح غالياً»... اعتراف لم يصل الى مرتبة الدرس.