لو جرّبنا الحديث عن أكثر المخرجين جماهيرية في سوريا، سيوضع حتماً اسم رشا شربتجي على رأس القائمة، كونها كانت تخلي الشارع لدى عرض أعمالها، أوّلها «غزلان في غابة الذئاب» (كتابة فؤاد حميرة) الذي اعتبر قفزة فوق سقف الرقابة. تكررت الحالة في «الولادة من الخاصرة 1/2» (كتابة سامر رضوان) وأيضاً عندما أنجزت «زمن العار» (حسن سامي يوسف ونجيب نصير) و«تخت شرقي» (يم مشهدي). بالتدقيق في تلك الأعمال، سنجد أنّ حصة الأسد منها كانت من إنتاج «كلاكيت ميديا» (إياد النجّار). لذا يمكن القول بأن الشركة السورية التي نقلت مقرها ونشاطها إلى أبو ظبي مع بداية الحرب في سوريا، أسهمت في تكريس نجاحات شربتجي وجماهيريتها، وكانت شريكاً وبيتاً إنتاجياً نوعياً مهّد الأرض أمام انتشارها! وفيما كانت ترتفع أصوات الصحافة والجمهور مطالبة المخرجة السورية بتقديم صيغ مماثلة لأعمالها الإشكالية، كانت تردّد في حواراتها «أحضر لي منتجاً لأكرر هذه التجارب. من ليس له ماض ليس له حاضر، وتاريخي يجبرني على الاستمرار سواءً في دراما سوريّة أو مشتركة». لكن يبدو بأن المعادلة تغيّرت بعد إعلان التعاون مجدداً بين مخرجة «بنات العيلة» (رانيا البيطار) وشركة «كلاكيت» في مسلسل سوري يحمل عنوان «كسر عضم» (كتابة علي الصالح) سيلعب بطولته فراس إبراهيم، محمود نصر، ندين تحسين بيك، أنس طيارة، نانسي خوري، ولاء عزّام). ومن الممكن أن ينضم النجم المخضرم عبد الهادي الصبّاع إلى القائمة. والعمل يتحدّث عن الشرائح الاجتماعية بتفاوتها الكبير وصراعها الجديد بعد الحرب وسط غياب ما يعرف بالطبقة الوسطى، وانقسام المجتمع الحاد بين أثرياء ومحدثي النعمة، والمسحوقين من غالبية السوريين.الملفت بأن شربتجي باشرت تصوير مشاهد مسلسلها أوّل من أمس مع مجموعة ممثلين شباب، في الضواحي القريبة من دمشق، تحت اسم شركة سورية هي «فيرجين» (يملكها إياد شهاب) لتتمكن من إنجاز القسم الخاص بالشام، قبل أن تنتقل إلى الإمارات لاستكمال التصوير. إذاً، طالما أن كاميرا العمل دارت في «عاصمة الأمويين» فقد أجيز رقابياً، وهو ما يبعد إمكانية جرأته بصورة توازي أعمالها السابقة على اعتبار بأن القبضة الرقابية على النصوص الدرامية تصل هذه الأيّام إلى أشّدها!