شكّل الفيلم الكوميدي Don’t Look Up (لا تنظر إلى السماء ــ إخراج آدم ماكاي) الذي تطرحه منصة البثّ التدفّقي الأميركية «نتفليكس» يوم الجمعة المقبل ويتناول نهاية العالم، مناسبة لتوجيه بطلَيه النجمين ليوناردو دي كابريو وجنيفر لورنس رسالة احترام للعلماء.يلعب الممثلان في الفيلم دور عالمَي فضاء يكتشفان مذنّباً سيقضي على الحياة على كوكب الأرض في غضون ستّة أشهر، ويحاولان عبثاً إقناع السياسيين ووسائل الإعلام بأخذ هذا التهديد على محمل الجدّ. وقد تعمّد صنّاع العمل الإسقاطات المرتبطة بأزمة المناخ، كما أعطى تصويره أثناء جائحة كوفيد-19 رمزية أكبر.
في مؤتمر صحافي عقده أخيراً، قال دي كابريو إنّه «في الوقت الحاضر، نحن مشتّتون عن الحقيقة، ومع أزمة كوفيد-19 فُتح جدل علميّ جديد».
وشكّل الفيلم المرشّح لأربع جوائز «غولدن غلوب» مناسبة لعودة لورانس إلى الشاشة الكبيرة بعد سنين على غيابها عن الأضواء. في هذا السياق، تقول نجمة «مباريات الجوع» لمجلة «فانيتي فير» إنّها شعرت أنّ الناس «ضجروا» منها، بعد سلسلة خيبات في شباك التذاكر، وأرادت التركيز على بناء حياة واقعية، بعدما واجهت الموت عندما سقطت طائرتها الخاصة. وما جذبها للعودة إلى التمثيل كان حبّها لمخرج Don’t Look Up آدم ماكاي والرسالة التي يحملها الشريط.
وقالت الفنانة البالغة 31 عاماً في تصريحات صحافية حديثة: «أمر محزن ومحبط للغاية أن ترى الأشخاص الذين كرّسوا حياتهم للبحث عن الحقيقة يُبعَدون لأنّ الناس لا تعجبهم هذه الحقيقة».
وفي الفيلم، يواجه عالما الفضاء لحظات عصيبة بسبب محاولتهما إقناع الرئيسة الأميركية النرجسية المهووسة بالقوة والتي تؤدي دورها الممثلة ميريل ستريب بالتهديد الذي يواجهه كوكب الأرض.
من جهتها، اعتبرت ستريب أنّ «مصادر الوحي كانت كثيرة بسبب وجود الكثير من الأشخاص العبثيين الذين يتدخّلون، بلا خجل، في الحياة العامة».
علماً بأنّ الندوة الصحافية جرت بإدارة عالمة الفضاء الأميركية آيمي ماينزر التي استندت إليها شخصية لورانس. واعتبرت ماينزر أنّ رؤية دي كابريو يتصدّى بشغف للغباء الحاصل في تجاهل التحذيرات العلمية كان «مريحاً للغاية»، مضيفةً: «عرضنا الفيلم على علماء آخرين في لوس أنجليس وكانوا يصفّقون. هذا أمر يؤخذ في الاعتبار».
أمّا جوناه هيل الذي يلعب دور الابن البغيض ومدير فريق عمل الرئيسة، فأعطى ملاحظة طريفة في المؤتمر الصحافي، عندما سُئل عمّا سيفعل إذا وصل العالم إلى النهاية. وقال: «أظنّ أنّني سأغرّد، لأشارك الناس بأفكاري وآرائي حول الأفلام وكيف يعيش النجوم ومن يواعدون»، مضيفاً: «أعتقد أنّ الناس، في لحظاتهم الأخيرة، سيرغبون في قراءة ذلك».
من جهته، أكّد ماكاي أنّه «أردنا التعامل مع موضوع أزمة المناخ التي يمكن القول إنها أكبر تهديد للحياة في تاريخ البشرية، والتي يمكن أن تكون مثل حيوان يهاجمك، وهذا الأمر ربّما يكون ساحقاً». وتابع: «إذا استطعت الضحك هذا يعني أنّك تقف على مسافة معينة، وهو أمر مهمّ. يمكنك أن تشعر بالحالة الطارئة والحزن والخسارة بينما تتمتّع أيضاً بروح الدعابة».
يحاكي هذا المشروع نقطة ضعف دي كابريو الناشط منذ سنوات في أزمة المناخ. وهو يقول: «كنت أبحث لعقود عن فيلم يتناول هذه المشكلة التي يبحث الجميع فيها عن فرصة لإحداث تغيير. آدم (ماكاي) فكّ الرموز»، مشيراً إلى أنّها «أهم قضية يمكن لأي شخص منّا أن يتحدّث عنها في حياته اليومية».