لغاية كتابة هذه السطور، عرضت منصة البثّ التدفّقي «شاهد VIP»، المنضوية تحت مظلّة شبكة mbc السعودية، 12 حلقة من الموسم الثاني من الدراما الاجتماعية «ليه لأ» (فكرة دينا نجم التي كتبت السيناريو والحوار بالتعاون مع مجدي أمين ورانيا حسن وسلمى عبد الوهاب، من خلال ورشة سرد بإشراف مريم نعوم ــ إخراج مريم أبو عوف ــ إنتاج E Producers ــ بطولة مِنّة شلبي وأحمد حاتم ومراد مكرم ومها أبو عوف وسارة عبدالرحمن وغيرهم).في هذا الجزء، نحن أمام قضية اجتماعية مهمّة تتمثّل في كفالة الأيتام في المجتمعات العربية. ترصد الأحداث حكاية طبيبة العيون العزباء البالغة 37 عاماً «ندى»، التي ترغب في احتضان طفل تربّى في دار للأيتام، لكنّها تواجه صعوبات كثيرة في سبيل تحقيق مبتغاها. ويسلّط العمل الضوء على علاقتها بالطفل. في هذا الإطار، لفتت الكاتبة مريم نعوم في تصريحات سابقة إلى أنّ «ليه لأ 2» يتطرّق إلى التمرّد على المسلّمات، وهو «مناسبة لنسأل لماذا علينا الالتزام بما اعتدنا عليه، وألاّ نتمرّد على ما يفرض علينا بحكم المجتمع والتقاليد؟».
وتضيف: «ندى التي ستتمرّد على الرضوخ لفكرة الزواج في سن معيّنة، من أجل إنجاب الأطفال الذين تحلم بهم، ولتحقّق رغبتها الفطرية بالأمومة، وكأنّ هذه هي الطريقة الوحيدة لكي تتحقّق حلمها... تعيش الشابة حالة من الحيرة من مدى صواب قرار مصيري اتخذته، وحالة صراع داخلي ومع المحيطين بها، في ظلّ وجود ضغوط عليها إلى جانب علاقتها مع الطفل الذي ترغب في تبنيه».
صحيح أنّه ستكون لنا عودة إلى المسلسل قريباً، لكن لا بدّ من الإشادة بأداء ممثلَيْن يسحران المشاهدين منذ بدء العروض في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي. إنّهما الطفلان سليم مصطفى ومنى أحمد زاهر، في أوّل تجربة من نوعها بالنسبة لهما.
يجسّد سليم مصطفى شخصية الطفل «يونس» (7 سنوات) الذي تقرّر «ندى» (منّة شلبي) تبنيه. بعفويته وتلقائيته وذكائه الواضح، جذب سليم الانتباه من اللحظات الأولى. دخل الطفل الوسيم إلى القلوب من دون استئذان، وهو ما يظهر بوضوح من خلال تعليقات المتابعين على السوشال ميديا.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى منى (تلعب شخصية الطفلة «سلمى»)، إبنه الممثل المصري أحمد زاهر، التي يعرفها الناس جيّداً عبر فيديوات تتشاركها مع أفراد عائلتها عبر «إنستغرام» و«تيك توك». كما لفتت الأنظار بشخصيتها القوية وخفّة ظلّها حين استضافت النجمة إسعاد يونس الأسرة في برنامجها «صاحبة السعادة» العام الماضي.
اختيار المخرجة مريم أبو عوف لهذَيْن الصغيرَيْن كان موفّقاً بالتأكيد. فإلى جانب تطويع موهبتهما الجليّة، لاشكّ في أنّها استطاعت إدارتهما بشكل جيّد جداً، معلنةً ولادة نجمَيْن لن يأفلا قريباً!