لم تمرّ ساعات على تصريحات شربل وهبة وزير الخارجية اللبناني المستقيل في برنامج «المشهد اللبناني» (قناة «الحرة» تقدمه ليال الاختيار) حتى إنطلقت موجة تغريدات من الفنانين اللبنانيين معلنين تضامنهم مع السعودية ضدّ الوزير. لم تتوقف تلك التغريدات التي كتبها مغنون وإعلاميون، عند إدانة محقّة للعبارة العنصرية بحق أهل الجزيرة، بل كانت عبارة عن إنبطاح كامل للقيادة السعودية خوفاً ربما على حفلاتهم ومصالحهم في الرياض. هكذا، تحوّلت صفحات السوشال ميديا إلى منبر لعبارات المدح والغزل بالمملكة، مقابل الذمّ بلبنان والتبرؤ من كلام وهبة.وما كان ينقص جوقة الفنانين المطبّلين، سوى تغريدات تركي آل الشيخ رئيس «الهيئة العامة للترفيه» (هل يعود لبنان بثقافته وفنه ورقي أهله كما كان عزيزاً لدى كل عربي. لا تقسوا على أهلنا في لبنان فهم مظلومون وابتلاء. الله يصبرهم) التي دفعت مجموعة من نجوم لبنان إلى تقديم فروض الطاعة والولاء له. نجوى كرم، عاصي الحلاني، نانسي عجرم اليسا وراغب علامة والممثلة كارين رزق الله، والمقدم جورج قرداحي وغيرهم من النجوم سارعوا إلى «الطبطبة» على آل الشيخ المعروف بأنه الآمر والناهي في الحفلات والمهرجانات التي تقام في المملكة.
كلنا يتذكر حين صبّ آل الشيخ غضبه على اليسا قبل أكثر من عامين بسبب تغريدة لها. من يومها، حرم المغنية اللبنانية من زيارة السعودية ومنعها من الاشتراك في أي برنامج على قناة mbc. لذلك تسابق الفنانون لتأييد موقفه من قضية وهبة، وراحوا يعيدون تغريدته ويزايدون على حب المملكة.
فقد ردّت نجوى كرم قائلة «ربّنا يكتّر من أمتالك. انشالله ما بينحرم لبنان من صحوة هالضمير. اللي بيفكّر متل حضرتك بتكون إنسانيّتو مبنيّة على صخر مش على رمل». من جانبه، ردّ علامة على كلام آل الشيخ قائلاً «أي والله يا أخي أبو ناصر. الله يعين الشعب اللبناني الذي دفع وما زال يدفع ثمن غباء الآخرين». على الضفة نفسها، ردّت نانسي عجرم على تغريدة آل الشيخ، قائلة «سيبقى الخليج العربي حاضناً للبنانيين وداعماً لشعبٍ يُكِن له كل الاحترام والحب، لأنكم وبكل بساطة أهلنا وفيكم يجمعنا تاريخ أكبر من أن يُشَوَه بتصريح». كذلك ردّ وائل كفوري على كلام السعودي «مملكة الخير أكبر من أن تُهان وأفعالكم مع لبنان أكبر من كل كلام فأنتم الإخوة وأنتم الأشقاء مهما عَلَت أصوات النشاز»، وأرفقه بوسم «بدوي وأفتخر».
هذا الانبطاح قابله قبل أيام قليلة امتناع صمت أولئك الفنانين عن الاعلان عن إبداء تضامنهم مع زميلهم الملحن سمير صفير الذي اعتُقل في السعودية. ولا يزال مصير الملحن اللبناني مجهولاً، ولم يتجرأ أي فنان على التساؤل عن وضع صفير خوفاً على مصالحه هناك.