العالم كلّه يتداول يومياً آلاف الشائعات والأخبار غير الدقيقة! لكن في سوريا الأمر يبدو مختلفاً! ليس باتجاه الأفضل، بل على العكس تماماً، وليس فقط بحجّة تسيّد مشهد السوشال ميديا من قبل صبية لا يجيدون كتابة جملة سليمة لغوياً، بل بسبب جيش الدخلاء المتطفّلين على مهنة الإعلام! أضف إلى ذلك فتح بعض الممثلين السوريين صفحاتهم الافتراضية على «أبو عماها» لنشر كلّ ما تمليه عليهم مشاكلهم، ونزقهم، وتوترهم الدائم من الظروف القاسية التي تعانيها البلاد، أو من أحوال المهنة وانحسار الفرص! وفي حال قرروا الدخول على موجة السبق، سيوغلون في الكارثية، لدى نشرهم أخباراً غير دقيقة! الأمر يبقى في حيّز «سخافة» السوشال ميديا التي لا تؤخذ على محمل الجدّ، ولن يزيد مدى تأثيرها الزمني الأقصى عن 48 ساعة، لكن عندما يتعلّق الموضوع بأخبار الموت، فعلى الجميع أن يصمت حتى لا نقل كلمة أقسى، وينتظر تأكيداً، أو نفياً من ذوي الشخصية التي يتم نشر خبر مثل هذا عنها!في وقت متأخر من ليلة الأمس، تفرّغت الصفحات السورية، وبعض العاملين في المهن الفنية لنشر خبر وضيع يفيد زوراً برحيل الإعلامي زاهي وهبي! الرجل الذي أسس لمنطق تلفزيوني حواري خاص، وحاور كبار القامات الثقافية والفنية على مدار أكثر من ربع قرن انطلاقاً من شاشة «المستقبل» أيّام عزّها و«خليك في البيت» وصولاً إلى حضوره على قناة «الميادين» في «بيت القصيد»، يخوض حالياً معركته مع فيروس كورونا. لكن بعض الصحافيين السوريين السذّج، ومغني الكباريهات وصفحات «الهشك بشك» قرروا بأنه رحل عن العالم. لكن أكثر من أظهر انتهازية إعلامية، وشمّر عن ساقيه لركوب الموجة، ولو كانت عبارة عن كذبة سيئة، ليحولّها مطيّة لحب الظهور هو النجم السوري قاسم ملحو! إذ سارع لنشر محادثة شخصية بينه وبين منتجة برنامج «بيت القصيد» غادة صالح وهي تدعوه ليكون ضيفاً على البرنامج، وكتب إلى جانب المحادثة تعليقاً تباكى فيه كونه لو يعرف بأن زاهي وهبي سيرحل بهذه السرعة لما اعتذر! كلّ ما أراد قوله نجم «الانتظار»: تابعوني لقد دعيت إلى «بيت القصيد» ولم أقبل الحضور! لم تسعفه مدركاته الفنية الرفيعة، وحسّه المعرفي، وعمقه الوجداني والإنساني لإجراء اتصال واحد للتأكّد من الخبر، بل قرر النشر على جناح السرعة.
الأمر تفاقم رغم نفي غادة صالح الخبر من خلال صفحتها على الفايسبوك! وظلت الصفحات المنحدرة، والصحافيين الدخلاء مصرين، لا يريدون حتى سحب منشوراتهم عن الموضوع إلى أن كتبت الإعلامية رابعة الزيّات زوجة زاهي وهبي على صفحته العامة على الفايسبوك كلمة يتيمة هي: «بخير»
الكارثة بأن ثلاثة أرباع المعركة ضد الفيروس تعتمد على الحالة النفسية والمقاومة المناعية، التي يجب أن ترمم بصياغة الفرح والتفاؤل! لذا، فإن كلّ من نشر الخبر الكاذب كان بدون قصد يؤثر في حالة الإعلامي المعروف ربما، وهو يمرّ اليوم بأحد أقسى ظروفه الحياتية!