كما كان متوقعاً، لا تزال أصداء المقابلة غير المسبوقة التي أجراها الأمير البريطاني هاري وزوجته الممثلة الأميركية السابقة ميغان ماركل مع أوبرا وينفري عبر شبكة CBS مستمرّة.أمس الثلاثاء، شكك والد ميغان، طوماس ماركل، في صحة اتهامات ابنته وزوجها للعائلة المالكة البريطانية بالعنصرية، قائلاً إنه شعر بـ «الخيبة» من الحديث الصادم الذي أدلى به الزوجان للتلفزيون الأميركي.
وعما رواه ميغان وهاري في شأن مخاوف أبدتها العائلة المالكة إزاء لون بشرة طفلهما آرتشي خلال فترة الحمل، أمل طوماس ماركل في أن يكون ذلك «مجرّد سؤال غبي»، مضيفاً لمحطة itv البريطانية: «لا أعتقد أن العائلة المالكة البريطانية عنصرية إطلاقاً».
علماً بأنّ علاقة طوماس بابنته يشوبها الفتور منذ ما قبل زواجها في أيار (مايو) 2018، الذي لم يحضره بسبب مشاكل صحية.
أما الملكة إليزابيث الثانية التي أبدت تعاطفها مع الثنائي، فأعربت عن «حزنها» للمصاعب التي واجهها دوق ودوقة ساسكس، مؤكدة أخذ مزاعمهما حول العنصرية «على محمل الجدّ»، وفق بيان صدر عن قصر باكينغهام، أمس الثلاثاء، في أول رد فعل على المقابلة المدوّية.
وأضاف البيان المقتضب: «القضايا التي طُرحت، خصوصاً تلك المتعلقة بالعنصرية، مقلقة. ورغم أن بعض الذكريات قد تختلف، ستؤخذ على محمل الجد وستعالجها الاسرة بعيداً عن الأضواء». وتابع: «تعرب العائلة بأكملها عن حزنها لمعرفة لأي مدى كانت السنوات القليلة الماضية صعبة على هاري وميغان»، مشيراً إلى أنّ الزوجين وابنهما آرتشي «سيظلّون دائماً من أفراد العائلة المحبوبين جداً».
وكان هاري (36 عاماً) وميغان (39 عاماً)، المقيمان منذ عام في كاليفورنيا، قد أرجعا انسحابهما من العائلة المالكة إلى الضغط الإعلامي الممارس عليهما وعنصرية وسائل الإعلام البريطانية، فيما انتقدا عدم تفهّم العائلة وضعهما.
كما قدّما صورة قاتمة عن الحياة داخل الأسرة، خصوصاً عندما روت ميغان ماركل بتأثّر أنّ العائلة رفضت تقديم مساعدة نفسية لها بعدما راودتها فكرة الانتحار.
ومن أكثر التصريحات إثارة للجدل كان حديث بطلة مسلسل «سوتس» وزوجها عن محادثة أعربت فيها جهة لم يسميانها في العائلة الملكية عن «قلق» إزاء لون بشرة ابنهما آرتشي البالغ حالياً 22 شهراً.
وعن هوية هذا الشخص، حرص الزوجان على إبعاد الشبهة عن الملكة إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب، الموجود في المستشفى منذ ثلاثة أسابيع.
يخشى البعض داخل الحكومة أن تلحق هذه التصريحات ضرراً كبيراً بالعائلة المالكة في بلد يشهد مراجعة وطنية كبيرة للماضي الاستعماري على ضوء الزخم المتجدد لحركة «حياة السود مهمة» في العالم، ما قد يزعزع منظمة دول الكومنولث التي ترتدي أهمية كبيرة للملكة.
أما في الشارع البريطاني، فقد انقسمت الآراء حيال الزوجين اللذين يتهمهما جزء من الصحافة بإضعاف العائلة المالكة لمصالح شخصية. وبيّن استطلاع أجراه معهد «يوغوف» انقساماً بين من يرى أنّهما عوملا بطريقة منصفة (32 في المئة) وغير منصفة (32 في المئة).
لكن 61 في المئة من الأشخاص بين سن 18 و24 عاماً، يرون أنّهما لم يلقيا معاملة منصفة.
من جهته، رفض رئيس الوزراء بوريس جونسون الخوض في النقاش، مكتفياً بتأكيد «بالغ الإعجاب» بالملكة إليزابيث الثانية. لكن وزير شؤون المحيط الهادئ، زاك غولدسميث، المصنّف بأنه من المقربين لجونسون، كتب عبر تويتر أنّ «هاري فجّر لغماً بعائلته».
وكانت المقابلة قد جذبت 17 مليون مشاهد في الولايات المتحدة و11 مليوناً في بريطانيا، وهي أعادت إلى الذاكرة المقابلة التي أجرتها أميرة ويلز الراحلة ديانا سنة 1995 والدهشة التي أثارتها تصريحاتها عن معاناتها داخل العائلة المالكة.
من ناحيته، قال أندرو مورتن، كاتب سيرة «ليدي دي»، لقناة itv إنّ تبعات المقابلة «ستصيب الأجيال كافة، كما حصل مع ديانا».