حلقات قليلة كافية لإنبائنا بأنّ مسلسل «لا حكم عليه» ( تأليف وسيناريو وحوار بلال شحادات ونادين جابر، وإخراج فيليب أسمر، وإنتاج «صبّاح إخوان») الذي بدأ عرضه على تطبيق «شاهد VIP» في الثالث من كانون الثاني (يناير) الحالي، جدير بالمشاهدة. سبع حلقات مرّت لغاية كتابة هذه السطور، فيها جرعات كبيرة من التشويق ضمن حبكة مثيرة للاهتمام، وأداء مميّز للنجم السوري قصي خولي الذي يتشارك البطولة مع اللبنانية فاليري أبو شقرا ومجموعة من الممثلين اللبنانيين والسوريين.ضمن 15 حلقة قوامها التشويق والإثارة والأكشن، تجسّد فاليري أبو شقرا دور المحامية «زمن» التي تُعيد فتح قضية «نسيم» (قصي خولي) المحكوم بالسجن لاتهامه بجريمةٍ لم يرتكبها. وما بين الأحداث البوليسية المتلاحقة، والسعي لاكتشاف هوية المجرم الحقيقي، يسلّط العمل الدرامي الضوء على قضايا اجتماعية وجنائية شائكة، منها تجارة الأعضاء البشرية، بموازاة قصة حب عاصف تضفي على العمل نكهة رومانسية.
ستكون لنا عودة مفصّلة لهذا المسلسل قريباً، لكن قبل ذلك، لا بدّ من التنويه بأداء اللبناني عبدو شاهين الذي أثبت مراراً، خصوصاً من خلال سلسلة «الهيبة»، أنّه ممثّل من العيار الثقيل.
لكن الحكاية في «لا حكم عليه» مختلفة تماماً. يطلّ علينا عبدو بشخصية مركّبة من صميم الشارع وعالم الـ «زعران». بكل ما أوتي من قدرات (شكلاً ومضموناً)، ينجح شاهين في إقناع المشاهد تلقائياً بأنّه «أكرم»، الخارج عن القانون والمطلوب للعدالة. هو المتواري عن الأنظار دائماً، المستعدّ لفعل أي شيء من أجل جمع بعض الأموال التي سيصرفها لإرضاء مزاجه، سواءً بالمخدّرات أو الذهاب إلى الكباريه...
كلّ شيء مقنع في الرجل. طريقة كلامه، مظهره، مشيته، تعابيره، نظراته، انفعالاته وردود أفعاله. يتقن عبدو شاهين لعب هذه الشخصية بسلاسة وأريحية، تُشعر المشاهد بأنّه لم يبذل أي مجهود يذكر... وإن كان الواقع مختلفاً تماماً.