داخل بيت هو المسرح الوحيد للأحداث، ستتبادل امرأة ورجل أدوار الجلاد والضحية. القاتل والقتيل. الظالم والمظلوم لكن من دون أن تكون هذه الثنائيات حاملاً اعتيادياً، بل بالتعويل على عالم داخلي شديد الثراء، لتأخذ المشاهد إلى حمص التي كانت من المفترض أن تُعلن قبل أشهر قليلة من نشوب الحرب عاصمة عالمية للضحك، لتراها تصير عاصمة المآسي الكبرى. الرجل اختطف امرأة ليثأر لخطف زوجته، فيجد نفسه وهو آت من بيئة نقية، مرغماً على التعاطف مع ضحيته، قبل أن يقع في غرامها.... ذلك هو ملخص حكاية الفيلم الروائي الطويل «يحدث في غيابك» (كتابة سامر اسماعيل، وإخراج سيف الدين السبيعي، وإنتاج «المؤسسة العامة للسينما» ــ بطولة يزن الخليل وربى زعرور وجلال شموط وعبد الرحمن قويدر) الذي يفتتح بعرض خاص غداً الاربعاء في «سينما ستي» (دمشق) في تمام الساعة السادسة مساء. والعمل هو التجربة السينمائية الأولى للمخرج والممثل التلفزيوني المعروف.ربما تقود الحكاية مشاهدها إلى ربط من ناحية النوع على الأقل، مع أحد أهم الأفلام السورية المعروفة وهو «كومبارس» (لنبيل المالح بطولة سمر سامي وبسّام كوسا). إذ تدور أحداث الفيلم في مكان واحد لشاب يعمل كومبارس ويعيش قصة حب مع فتاة يستعير شقة صديقه المتلفة ليمارس الحب مع عشيقته، لكنّه يسبقها ليبدأ بمخيّلته نسج أحداث ما سيحصل. كل ذلك في بيت مستعار يكون هو المكان اليتيم للحدث! لكن تأتي خصوصية شريط «يحدث في غيابك» من خلال اتكائه بشكل مباشر على الأحداث الدموية التي شهدتها سوريا في الحرب، وتبعاتها من عمليات خطف واقتتال واسع، إضافة إلى توجيهه مناجاة عالية الجرأة للخالق الذي يتفرج على ما يحصل في سوريا من وجهة نظر صنّاعه!