يفترش الفنانون اللبنانيون ساحة وسط بيروت، تحديداً تحت تمثال الشهداء، حيث إتخذوا من تلك النقطة تجمّعاً لهم، ملتحقين بغضب الشارع. الوضع في ساحة الشهداء مخيّب للآمال لناحية مشاركة النجوم، لأنهم اقتصروا على عدد قليل منهم. لكنّ الفنانين يجمعون على أن العدد ليس مهمّاً بل رفع الاصوات عالياً مع مطالب الشعب. من الواضح أن أكثرية النجوم إلتزموا الصمت، وإقتصر حضور البعض على إلتقاط السيلفي و«شوفيني يا منيرة». كما أن مشاركة الفنانين تقتصر على دقائق قليلة في التظاهرة، والوقوف أمام الكاميرات ثم الانسحاب تكتيكياً. لكن لا بدّ من التوقف قليلاً عند عدّة التظاهرة التي يعتمدها النجوم، وهي نظارات شمسية عريضة جداً، كي لا يتم كشفهم عن بعيد. راغب علامة واحد من أولئك الفنانين الذين حضروا أمس، ألقى خطاباً أمام الكاميرات معلناً أنه ليس صديق السياسيين بل هم من يسارعون لإلتقاط الصور معه. الكلام قاله مع مراسل قناة «الجديد» رامز القاضي، رافضاً التهمة ضدّه بأنه مقرّب من السياسيين، متسائلاً «ألم أطرح أغنية «طار البلد»؟» كل هذا الكلام لم يعد مفيداً من نجم أغنية «قلبي عشقها»، فقد سبقت وإلتصقت به تهمة المراوغة مع السياسيين الذين يلتقط الصور معهم ويحاول تلميع صورتهم عبر صداقته معهم. ثم ينسحب من التظاهرة متوجهاً عبر دراجته النارية إلى منزله في وسط بيروت حيث يبعد دقائق عدة عن الاعتصام.

في المقابل، كان لافتاً الهجوم الذي تعرضت له نادين نجيم إثر حضورها قبل يومين الى ساحة رياض الصلح. الممثلة اللبنانية حاولت تمنين الناس بأنها جاءت إلى التظاهرة وعلقت في زحمة السير لساعتين وتركت ولديها وحدهما. لكنّ المعلقين لم يرحموها، منتقدين نجمة مسلسل «خمسة ونص» متسائلين: هل تركت ولديها في الشارع أو مع المساعدة في المنزل؟ حتى إن بعض التعليقات وصلت الى حد أنّ كلام نادين لا يصبّ في مصلحتها، بعدما إستعملت مصطلح «أنا مشهورة»، فهل حقاً هذا وقت الكلام عن النجومية والشهرة؟ وهل المشاهير نوع آخر من الكائنات؟ على الضفة الأخرى، مقابل الاصوات السلبية في التظاهرة، تكاتف فنانون آخرون صوتاً واحداً، معلنين البقاء في الشارع لحين تنفيذ المطالب. هكذا، يتجمّع هؤلاء يومياً تحت تمثال الشهداء من بينهم عبده شاهين وبديع أبو شقرا وفادي أبي سمرا والمخرج ايلي حبيب، وغيرهم من الوجوه المعروفة. في كل يوم هناك برنامج معين، أمس كان الموعد مع جلسة عود وأغنية شعبيات للشيخ إمام. من جانبه، يلفت بديع أبو شقرا في حديث لـ «الأخبار» إلى أنه يرفض المقابلات على الشاشات لأن الاتهامات جاهزة لتصنيفه من هذا الفريق أو ضده. أما فادي أبي سمرا، فيوضح أنه سيبقى في التظاهرة ولن يخرج الا مع خروج الشعب. أما عبده شاهين فيشير إلى أنه يتم التنسيق بشكل عفوي بين النجوم للتجمّع معاً. خلال تنقّلها في التظاهرة، تبدو رولا حمادة الاكثر إنفعالاً، نقترب منها لنسألها عن الهجوم الذي تعرضت له إثر تغريدة لها مع بداية التظاهرات بسبب زحمة السير التي علقت فيها، فتجيب لـ «الاخبار» «الناس هاجمتني ولم تفهم ما حصل معي. لقد كنت اعرض مسرحيتي في طرابلس وأقفلت جميع الطرقات. بقيت في طرابلس ليومين قبل أن استطيع النزول الى بيروت». على هذا المنوال، ترفع كارمن لبّس صوتها أيضاً، معددة المطالب
التي تتظاهر من أجلها. يتوزّع النجوم بين نقاط عدة في بيروت، لكن أعدادهم قليلة. أليسوا هم من يحملون هموم المواطن الى الشاشة عبر المسلسلات أم أنهم كائنات لا تعيش مع اللبنانيين ولا تواجه صعابهم اليومية؟