انحسرت برمجة «إهدنيات» لهذا الموسم لتقتصر الدورة المرتقبة على ثلاثة فنانين (فرنسي ولبناني وعربي) يقدّمون ست أمسيات، ثلاث منها يحييها كاظم الساهر، بالإضافة إلى أمسية لميشال فاضل وأخرى لجيرار لونورمان. على الرغم من هذا التراجع الملحوظ، حافظ المهرجان الشمالي على الأمسية الفرنسية الرومانسية التي شكّلت اهتماماً شبه ثابتٍ لدى المنظّمين في الدورات السابقة، من خلال الحفلة التي يحييها جيرار لونورمان في العاشر من آب (أغسطس) المقبل. يأتي المغني الفرنسي الشهير في فئته، بعد ميشال ساردو قبل سنتَين، وقبله الحفلة التي جمعت المغنية ميشال تور وزميلها إرفيه فيلار (دورة 2017) وتلك المشابهة شكلاً ومضموناً مع كلود بارزوتي وجين مانسون (الأميركية التي امتهنت الأغنية الفرنسية الرومنسية)، وغيرها من الحفلات التي تحاكي هذا التوجّه، الغربي الرومانسي ولو غير الفرنسي.
جيرار لونورمان أشهر من يُعرَّف. أو بالأحرى أغانيه هي كذلك، بالنسبة إلى متتبعي الإذاعات الفرنكوفونية المحلية التي تبث هذا النمط من المنوّعات الفرنسية. إنه من جيل العصر الذهبي للون الخفيف الذي انتشر في النصف الثاني من القرن العشرين وبات رموزه في خريف عمرهم (جيرار لونورمان مولود عام 1945 مثلاً)، لكن نشاطهم لا يزال حاضراً ولو أنه قائم بشكل أساسي على كلاسيكيات ريبرتوارهم، لا على جديدهم عموماً.
بدأت رحلة لونورمان مع الغناء في الستينيات، لكنّ حصّة الأسد في مسيرته، لناحية الإنتاج والنجومية، تعود إلى السبعينيات والثمانينيات، التي تشكل في حفلاته نواة ثابتة ينتظرها العشاق من المراهقين، وكذلك الباحثون عن حنين من الجيل الأكبر سنّاً، مثل La ballade des gens heureux وغيرها.